آن الأوان أن تنقذ نفسك | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد
في لحظة ما، هتلاقي نفسك منهَك، مستنزف الطاقة…
لأنك دخلت حروب مش حروبك، وشايل مشاكلك ومعاها مشاكل غيرك — مشاكل عمرها ما كانت مطلوب منك تشيلها.
بس الحقيقة إنك بتحب تعيش دور المنقذ… وبتعيشه من غير ما تاخد بالك.
عايز كل اللي حواليك يكونوا بخير، دايمًا.
بس... سألت نفسك مرة: أنت بخير؟
عندك حد في حياتك بيشيل معاك؟
حد بيشوف تعبك؟ بيحس بيك من غير ما تحكي؟
للأسف… الإجابة غالبًا "لا".
أنت وحيد… ودايمًا حزين، لأنك شايل شيلتك وشيلة غيرك.
ظهرك اتقسم من الهموم، ومفيش حد شايف، ولا حد سمع صوتك وإنت بتتوجع جواك.
هييجي يوم… وتلاقي طاقتك خلصت.
تحاول تدور على حد يسندك… بس للأسف، الكل اتعود ياخد منك.
ومش بس مش هتلاقيهم… ده يمكن كمان يزعلوا، ويبعدوا…
لأنك بطلت تكون المنقذ، وبقيت أنت اللي محتاج إنقاذ.
هم عمرهم ما هيفكروا إنك ممكن تكون بتغرق جوه نفسك…
في صمت، في أفكار، في وجع محدش يعرفه غيرك.
وساعتها، هتعرف الحقيقة اللي بتوجع:
أنت كنت بتدي أكتر من طاقتك، في اتجاه غلط.
الناس اللي كنت دايمًا بتجري علشانهم،
اللي كنت بتسهر وانت بتفكر في مشاكلهم،
اللي أجلت شغلك، نومك، صحتك، عشانهم…
هيكونوا أول ناس يغيبوا…لما تقع.
مش لأنهم قُساة،
لكن لأنك علمتهم إنك دايمًا قوي،
ودايمًا متاح،
ودايمًا بتعرف تتصرف…
علمتهم إنك ما بتتعبش.
بس الحقيقة؟
أنت بتتعب!
للاسف عرفتها متأخر.
وأوقات كتير… بتنهار من غير ما حد يسمع صوت الانهيار.
لازم تبدأ بوضع الحدود .
مش كل طلب لازم تقبله، ومش كل أزمة محتاج تكون بطلها.
اللي بيحبك هيفهم، واللي بيستغلك… هينسحب.
اسأل نفسك: مين بيحبني لو كنت ضعيف؟
مش مين بيحب قوتي، أو وجودي وقت احتياجه… لا.
مين بيحبني وأنا ساكت؟ وأنا تعبان؟
احتفظ بالناس دي… والباقي؟ خليه يروح بسلام.
تعلم تقول "لا" من غير ذنب.
"لا" مش قسوة… "لا" أحيانًا حب ذات حقيقي.
أنت مش آلة، ولا خزان مشاعر فاضي.
ارجع لنفسك.
اللي بيعيش دور المنقذ دايمًا، بينسى نفسه.
بس أنت تستاهل تكون في قلب أولوياتك.
وأخيرًا
لو فضلت دايمًا تنقذ الكل، حتيجي لحظة مش هتعرف تنقذ نفسك.
خفّف الحمل. مش لازم تكون الكتف الوحيد اللي بيتشال عليه كل حاجة.
واللي بيحبك بجد… مش هيحبك بس وأنت قوي،
هيحبك كمان وأنت مكسور، وأنت ساكت، وأنت محتاج .
Post A Comment: