رَجفة قلم | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


رَجفة قلم | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
رَجفة قلم | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 



السلام عليكم ، 

رَجفة قلم : 

أَمسكتُ بقلمي الذي بدأت أَخُطُّ به أُولَى كلماتي دون تخطيطٍ أو ترتيب مُسبَق حيث تركت الشعور يَقودني لتلك الحروف التي بعثَرتُها على الورق ، باغتني عقلي بكلمة فريدة ربما تعجبت لها واندهشت من انبثاقها بذهني في تلك اللحظة ، فدوماً ما كان للكلمات وقع على نفسي إذْ تهاجمني وقتما أبدأ في سرد الفكرة ، فكلما وضعت خُطة فاجأني عقلي بخُطةٍ مُغايِرة تفوق الأخرى براعةً وتأثيراً وقوة ، وكلما حاولت الهرب أو المراوغة أَجِد الكلمة تطرَحني أرضاً كي أتمسك بها وأركُل الأخرى التي لا تصف بدقة ما يدور بخَلَدي أو تُبرِز موهبتي التي تُميِّزني عن سائر الخَلْق ، فهي أشبه بالمباراة التي يمارسها عقلك ضدك وينتصر في نهاية الجولة تاركاً إياك في حيرةٍ من أمرك فلا عليك سوى الانصياع له وعدم تحدِّيه لأنك خاسرٌ في النهاية ، حيث تَجِد ذاتك صريعاً لذاك التحدي الذي خُضْته معه إذْ تجرِفك رغباته وتجرَّك لتلك الدفة التي تُوصِّلك للوِجهة التي أرادها من البداية ، فلا تحاول المقاومة فما أنت سوى جندي في ساحة تلك المعركة إما أنْ تسير مع قُوى الفريق بالكامل أو تعود مهزوماً ، خائر القوى لا تُسعفك مهاراتك البدنية على النجاة ، فلا تحرِم ذاتك من لذة التفاوض مع عقلك ، خُضْ نقاشاً ثرياً معه عَساك تتفق معه في إخراج تلك النصوص البَديعة التي تتعجب وقت قراءتها لاحقاً ، فما الحياة سوى محاولة للوصول لتلك المتعة عند ممارسة تلك المهام التي طالما أحبَّبتها وأَجدتُها وتفنَّنت في لعبها وكأنك ترسم حبكة درامية معقَّدة لرواية لم تصل ليد القارئ بَعْد ، فلا تتوقف عن إفناء طاقتك في تلك الأمور التي تُشعِرك بأنك ما زِلت على قيد الحياة ولو لم تَجِد الدَعم المرتقب طوال الوقت فالأهم أنْ تعيش حياتك كما تشاء دون أنْ تدَعها تذهب منك في أدراج الريح دون أنْ تترك أثراً يُخلِّد اسمك عقب رحيلك المُحتَّم ...



Share To: