Articles by "مقالات"
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل


 الحرب | بقلم الكاتبة الصحافية السودانية/ هديل عبدالرحمن


الحرب | بقلم الكاتبة الصحافية السودانية/ هديل عبدالرحمن

 


بعد تردد وتفكير طويل قررت أن أكتب عن الحرب وفي قلبي غصة، وخوف، ووجع، وقهر  لأن الكتابة هذه المرة لن تكون عن مكان بعيد لا اعرفه أو دولة شقيقة لم اراها من قبل،، الكتابة هذه المرة عن وطني الأم عن مكان عشت سنوات حياتي كلها فيه بإنكساراتي وانتصاراتي، بفشلي، ونجاحي، بقوتي، وضعفي، بضحكي، ومبكاي وطني الذي تعلمت فيه وعملت في مهنة صعبة لأجله، أحببت فيه ومنه، تجولت في شوارعه وازقته شربت من نيله حتى ارتويت، وجدت في الطيبة والحنان والمحبة والكرم، حظيت فيه بأفضل الأصدقاء وأوفاهم أحملهم في قلبي كما الوطن،  وظللت أتغزل بجماله في كل كلمة أكتبها، فهو بلدي الذي لا أحن إلا إليه، ولا أشتاق إلا إليه، ولا تغلبني دموعي إلا عليه، واحملخ في قلبي قبل أن يحملني على أرضه.

  الحرب الدائرة في بلدي أخذت ملامحها الجميلة، وأخذت ذكرياتي وذكريات الكثيرين، شردت اهلي وجعلتنا نعيش الفراق القسري، دمروا معالمها التي كنا نُحبها ونذهب إليها ونفتخر بها

 قتلوا السودان الحبيب، قتلوا اهله ولم يستطيعوا دفن جثثهم او التعرف عليها حتى!

 أما نحن الأحياء قتلونا حُزناً على الأموات مزقوا قلوبنا عليهم ونحن نمر في الشوارع ونرى منظر الجثث ونغلق انوفنا من تعفنها، الجثث التي كانت ذات يوم رائحة اصحابها الجميلة تفوح وتعطر الأمكنة عبيراً وورداً،، قتلونا حزناً على السودان الجميل أرضاً وشعباً. 

الحرب كما وصفها أحد الشعراء مثل الرحی تطحن كل ماتصادفه!

ولكن الأشد إيلاماً طحنها لقلوب الثكالی واليتامى ولا يفهم هذا  الكلام الا من عايش المواقف وحسب معايشتي للموقف أن من رحل ذهب لبر الأمان عند الله وفي رحابه، وآمانه، وآمنه حيث لا حروب ولا خوف ولا وجع، لكن الخوف علينا نحن الناجون ولنا الصبر الجميل ونحن مع إحتمالية ألا نجد من يبكي معنا ونحن نعيش مع ذكريات لا تنتهي ولا تموت تأخذ بأيدينا إلى من فقدناهم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنحنا القُدرة والعزم على مواصلة الطريق دونهم. وأن يعطينا القدر الكافي من الأمل، والصبر، والقوة في أن نحقق ما أخفق فيه من ذهبوا إلى دار الخلود هذا إن لم تطالنا ايدي الغدر وتغتالنا ونصبح مثل من سبقونا لا نجد من يقوم بدفننا ! 

أين وكيف نجد من يدفننا في هذا البلد الحزين وقد مات نصفنا وخرج نصفنا الآخر ليؤمن نفسه وأسرته من موت محتوم؟!.

 في الحرب لا يوجد غالب أو مغلوب في الحرب يوجد يُتم، ودماء وظلم، وطغيان يوجد قتل للأبرياء، أطفال، ونساء، وشيوخ، وشباب في مقتبل العمر يوجد دمار في كل شيء.

ماذا أقول وكل ما أريد قوله يراه الجميع! المأساة تتحدث عن نفسها بالصوت والصورة في بلدي الحُر الذي إستعمرته المليشيات المتمردة ثم أحالته إلى مقبرة دُفن فيها أهلنا الأبرياء بأحلامهم وآمانيهم بالسودان الجديد بعد ثورته السلمية المجيدة التي كانت بارقة امل لكل السودانيين، الثورة التي خطفوها وقتلوا شبابها وقتلوا في اعيننا فرحة الإنتصار بإسقاط اكبر وأعتى ديكتاتورية حكمت البلاد لسنوات طويلة وتحكمت في مصير الشعب بمنتهى الوحشية.

أحقر من مر على تاريخ السودان عصابة الحركة الإسلامية التي عاست في البلاد فساداً لمدة ثلاثون عاماً ثم ختمت فسادها هذا بدخول الدعم السريع إلى البلاد ليكمل ما بدأوه العصابات السابقة حرقوا السودان وحرقوا شعبه الطيب دون رحمة .

يا من تقيموا المؤتمرات والإتفاقيات هُنا وهُناك السودان لا يحتاج إلى مؤتمراتكم الفاشلة التي تجتمعوا فيها مع الرؤساء والملوك والأمراء تتناولون فيها الوجبات الدسمة وتحتسون فيها الشاي والقهوة وتعتذرون لنا عن ما فعلتوه بنا، وتتطالبوننا بضبط النفس والصبر  وانتم ومن معكم الذين صنعتم هذه المعارك في مأمن،

نحن لا نرغب بمؤتمراتكم هذه لأنها لا تحل ولا تربط بل تزيد الفجوة وتعقد المواقف أكثر وأكثر ، فأنتم لا تشعرون بما يشعر به المواطن ولا تعانون معاناته ولا تشعرون بحجمها.

ما يحدث في السودان حرب إبادة شاملة، عائلات بأكملها تموت في البيوت بأسلحتكم وإن حُظيت بالنجاة منها ماتت بإنعدام الدواء والغذاء أو ماتت من الحسرة على فقد أحبابهم وعلى وضع البلاد.

نحن نعاني من أزمات حقيقية أزمة في الأكفان، الأشجار تموت في أماكنها ، الأطفال الذين ينامون بعد يوم مخيف ويصحون ذعراً كيفَ لهم أن يتحملوا الأصوات المُرعِبة وقساوة مشاهد العنف، وفظاعة صواريخهم الفتّاكة التي ينهشون بها أجساد الأبرياء، الأطفال الذين يحق لهم أن يسمعوا قصصَ ما قبل النوم تناسوها مُكرهين وأصبحوا يعيشون قصص رعب حقيقية بمشاهد دامية لن يستطيعوا نسيانها مستقبلاً ولا يُمكن إجتثاثها من ذاكرتهم وأعماقهم حتى وإن تغيرت الأوضاع وأصبح هذا البلد آمناً.

الحرب التي نعيشها هذه ليست حرب شريفة فهي حرب ابادة بين جيشين أبناء وطن ودم واحد، ويطالبنا الجيش بالوقوف معه في حرب صنعها بيده ! صنعتوها عندما سمحتم لجيش آخر أن يدخل مدينتكم واعطيتوه صلاحيات أكبر من حجمه، عرفتوه كل شبر فيها ملكتم أرواحنا وممتلكاتنا لجيش غيركم جيش لا يصلح أن يكون أي شي، جيش لا يفقه شيء بداية من قائدهم الخلوي إلى أصغر جندي وهم في الحقيقة كلهم صغار! وصغار جداً في كل شيء هم ومن معهم ومن يؤيدهم ، قائدهم الذي لا يقرأ ولا يكتب أعطيتوه منصب ثاني رجل في الدولة والبلد مكتظة بحملة الشهادات بمختلف مجالاتهم ودرجاتهم العلمية يبحثون عن العمل ولا يجدوه لأن القائمين على آمر التوظيف مشغولين بتعيين الجهلة،  لا تطالبونا بشي لأنكم لم تستشيرونا عندما قررتم أن تحولوا الجيش الوطني إلى مليشيات.

تراكمُات الحرب وتأثيرها السلبي علينا نفسياً وعلى كل ركُن في بلادنا وعلى من فقدناهم نحملكم جميعاً مسؤوليتها الكاملة وعليكم تَحمُل تركاتها المفجعة.

أما بالنسبة للخونه من المواطنين لن اوجه لهم اللوم  بعد الترويض الهائل الذي مُورس ضدهم وضد اي طلائع واعية يمكن أن تقود إلى نهضة البلاد،  الأنظمة المختلفة التي مرت على السودان وحسها لهم على العمل لمصالحهم الخاصة قتل ضمائرهم ولغى عقولهم، أعطوهم مال الشعب وقوته ليطمعوا، ويضمنوا ولاءهم  فيكونوا اداتهم التي يحركوها كيفما يريدون ويصبحوا حجر عثرة



 

لك أو عليك | بقلم الكاتبة السودانية تسنيم عبد السيد 


لك أو عليك | بقلم الكاتبة السودانية تسنيم عبد السيد


    يوجد بعض الناس في هذا العالم يعيشون على أنهم ضحايا لمؤامرة كونية، يظنون بأن مُتع الحياة ليست لجميع الأحياء، وأن هناك هدرًا لحياتهم على حساب ترف وسعادة أُناس آخرين.

    والحقيقية أن ذلك الظن وهم كبير وحجة واهية للتقاعس، فمن أنت حتى يجتمع العالم ليتآمر عليك! أولئك الضحايا الواهمون لم يخطر ببالهم أن الأمور أتفه من تلك التعقيدات بكثير، وأن هذه الحياة عبارة عن مسرح كبير وكافة البشر ممثلون، فمن الطبيعي أن يكون أحدنا بطل والآخر كومبارس، ويبقى الرَّك على التأثير! علمًا بأن ليست كل الأدوار في الحياة تناسب كل الناس، لكن ما يجعل منك ممثلًا ناجحًا، أن تحب دورك وتصدقه وتتقنه وتُحسن أداءه، فإن لم تتقبل دورك وتنسجم معه سيسوء أداءك ولن تستحق دورًا أرقى، فالترقي والتنقل بين أدوار ذاك العمل المسرحي الكبير مفتاحه جودة الأداء والرضا والقبول، فضلًا عن وجود مساحة داخلية من الاعتدال والاتزان بلا إفراط في التوقعات والنتائج أو تفريط، ولا تهتم لمساحة دورك ومكانتك لكن اجتهد لتترك أثر.

    ففي بعض الأحيان قد نشاهد عمل درامي نُعجب فيه بأداء شخصية ثانوية قد لا تلتقي مع البطل في مشهد اصلًا، لكنه يسحب البساط من الأبطال، ليفوز "الكومبارس" بالإعجاب والتصفيق، ومثلما حدوث ذلك وارد في العمل، فهو كذلك في مسرحية الحياة، قد تسميه حظ أو صدفة أو توفيق، لكن الأكيد أنه ليس عدلًا، لأن الحياة أساسًا ليست عادلة! فقط كُن أكيدًا بأن الأقدار ستبقى دائمًا منصفة. 


     للأسف كثيرون في زماننا هذا يفكرون بتلك العقلية، وزاد الأمر سوءًا مع الانتشار الكثيف للمنصات الإجتماعية التي تبرز جوانب من حياة أُناس وكأنما قد حيزت لهم الدنيا، فينخدع بذلك الوهم خِفاف العقول ظنًا منهم أن أولئك يعيشون في نعيم دائم وترف وسرور وسعادة لا تنتهي، هكذا تبدو تلك الحياة على الشاشات، لكن الحقيقة أن المنصات الاجتماعية لا تعكس حياة إنسان، وما تراه ليس إلا جوانب ومختارات، ثم من الذي أوهمك بأن حياة النجوم أو من تتمنى أن تكون حياته حياتك هو سعيد! وما تعريف السعادة بالنسبة لك، وهل ما يُسعد مزارع في قرية صغيرة جنوب غربي السودان هو نفسه ما يسعد به مؤلف وكاتب مسرحي بنييورك أو يفرح له مدير شركة بالخليج؟! السعادات يا عزيزي تختلف باختلاف البشر وتنوعهم وتباين اهتماماتهم وبيئاتهم، ما يُفرحك ليس بالضرورة أن يُسعد غيرك، فالأمر نسبي وغير قابل للقياس والتقييم. 


    وأخيرًا أقول لمن يريدون الخروج من حيواتهم ليعيشوا حياة آخرين: ليس كل ما توثقه الكاميرات من رفاه وراحة وحب دليل عافية، ولا كل ما تراه عينك حقيقي، العلاقات الإنسانية معقدة جدًا، والواقع ليس كالمواقع، فينبغي عليك أن تحتفي بتجارب حياتك العادية وتحدياتها، فأصلح نفسك ونظِف عدسات نظارتك ونقِ قلبك واملأه بالرضا والأمل لتبصر الخير الذي بين يديك والنِعم التي تحيط بك، ومع كل ذلك لا تنسى أن تطمح وتتطلع للأفضل دائمًا، وركز بورقتك واملأ سطورها بما يرضيك ويسعدك، ولا تشغل نفسك بأوراق غيرك فامتحاناتهم وتحدياتهم أشق وأعظم...






رهائن الظروف | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


رهائن الظروف | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



 السلام عليكم ، رهائن الظروف : 

لا تدع نفسك حتى تصبح رهينةً في قبضة الظروف تقذف بك أينما شاءت ، تتحكم في حياتك وكأنك لعبةٌ بلا قيمة أو عروس ماريونيت تُحرِّكها كيفما شاءت فمَنْ يفعل ذلك لا يتمكن من عيش الحياة أو الاستمتاع بأي لحظة فيها ، فهو دوماً ما يضع نفسه في تلك البؤرة الضيقة فيتقوقع وينحصر على ذاته تحت مسمى الظروف التي تُقيِّده وتمنعه من ممارسة حياته كما يُريد ، فهو يظن أنها تحرمه مما يتمنى أو تحجب عنه ما يشاء ويظل هذا الظن يطارده أينما وطأت قدماه حتى يصبح اعتقاداً راسخاً في ذهنه لا يبرحه بلا قدرة على إزاحته من تفكيره تماماً ، فيصبح كمَنْ سيطر الشلل على عقله ولم يَعُد السعي يُجدي لأنه على يقين أن الظروف هي الحُجَّة القوية التي تحيل بينه وبين أحلامه التي يحاول الوصول إليها منذ قديم الأزل ، ومن مرحلة لأخرى يتزايد هذا الوهم داخله حتى يسيطر على جميع حواسه وهو على غير دراية بذلك حتى يمر العمر هباءً دون تحقيق أي إنجاز يُذكَر ثم يكتشف في النهاية أن حياته قد سُلبَت منه وضاعت بالفعل بسبب عدة أوهام آمن بها وترسخت بذهنه وشلَّت قدرته على الإنتاج فظل محلك سر مهما حاول يشعر بالفشل وعدم القدرة على التقدم أو امتلاك الاستعداد الكافي الذي يؤهله لأخذ خطوات جديَّة فعالة في حياته على أي صعيد فيها ، فمثل تلك العقليات متحجرة جامدة لا يُغيِّرها أمر البتة وإنْ ظلت كذلك لن تتغير حياة أصحابها ولو بقيد أنملة ولن يروا النجاح أو التقدم وسوف يظل الفشل يُلاحقهم ويطاردهم طيلة حياتهم وكأنهم حكموا على أنفسهم بتلك السقطات المكررة التي فرضوها عليها رغم قدرتها الجبارة على تحقيق المزيد من النجاحات التي ستشهد عليها النهضة التي سوف تلحق بهم إنْ وصلت نجاحاتهم لأرض الواقع بالفعل ، ولكن هيهات فهؤلاء لا يشحنون أنفسهم سوى بالطاقات السلبية فحَسب وكأنهم يتجرَّعون الإحباط كؤوساً غير منتهية إلى أنْ يملأ أجسادهم وعقولهم وأفكارهم على فوهتها ويُصيبهم بجُرعات حادة من المَرار الذي يُنغِّص عليهم الحياة بأسرها بلا قدرة على استعادة شغفهم بها ذات يوم ، فيجب تجنب هؤلاء إنْ لم تأتِ النصائح المُسداة إليهم بالنتيجة المُرتقَبة حتى لا تنعكس تلك الحالة علينا ونُصاب بالانتكاس والزُهد العام في مجمل الحياة وكأننا نُعمي أعيننا أو نصم آذاننا عن مجرياتها التي تدور حولنا بلا رغبة في مجاراة ما يحدث من تقدم أو المشاركة فيه بأقل جهد ممكن ...




 

«أحِبَّ لفلسطين ما تُحبُّ لوطنك»..🇵🇸🌿 | بقلم الأديبة المصرية آيات عبد المنعم 


«أحِبَّ لفلسطين ما تُحبُّ لوطنك»..🇵🇸🌿 | بقلم الأديبة المصرية آيات عبد المنعم



إلىٰ أنصافِ المُتعاطفين عرباً وغرباً، لمن يرفعون نعوشَ قلوبهم الحزينة تبكي فلسطين لأيامٍ معدودة بعدها يفطرون النسيان وجبةً متخمة بالخُذلان، يذرفون دمعةً من عينٍ ويغمضون أُخرىٰ، ويتوقفُ نحيبُ هذا الحداد عند حدود تحيا بلادُنا آمنة مستقرة واللّٰه ينصر غزّة!


لكلّ من ذاق مرارة الخُذلان في معاركه الدنيويّة الصغيرة، 

إن كان قلبُـكَ أَحرقَ كلَّ قصائـد الغزل حين خانكَ الحبيبُ مرّةً.. إذا كُنتَ إلى الآن لا تنسىٰ أن تدعو على مديرك الأعلىٰ حين خصم من راتبك الشهري قرشاً واحداً ظُلماً، إن كُنتَ بعد مرورِ سنين على جرحك لا تمشي في الشارع الذي يقطنهُ أصدقاؤك الذين باعوك....


باللّٰه عليـك كيـف بعـد أن ذُقت طغيـان الخُذلان، تنصرُ فلسطيـن الجريحة بفأسكَ المهزوم، كيف تصمّ أذن الروح، وأنتَ تسمعُ صُراخ جارك ينتحرُ على مآذن الإنسانيّة الغائبة، إنَّ هذا الحريق الممتد سيغزو دارك إن بخلتَ عنهُ بالماء..

هكذا تدورُ سُنَّـةُ الكون من يُطعِمُ الوردَ نوراً يحصدُ عطره، ومن يخذلُ نفسهُ ويحجبُ عنها الضوء يحيا في الظلام..


أينما كُنتَ إنَّكَ من أصحاب القرار، ازرع في راحة رعيتِكَ، كلَّ

ما أُوتيتَ من قـوّةٍ وانصرْ الحقَّ يَنصرك..

قلبُكَ وطنٌ مستقلٌ متكاملُ الأركان.. اشحذ سلاحك فلا خيرَ في جغرافيّة جيشٍ لا يمدُّ ذراعه وبصره لتحرير فلسطيـن.

دَون على جبينِ الورقِ الأبيض والأخضر معاً، وفي ذاكرة أبنائك، وطلابك، والعابرين، أكتبها بترابِ روحكَ الأحمر «أحِبَّ لفلسطين ما تُحبُّ لوطنك».


آيات عبد المنعم.

بيـروت..

15/ ربيع الأول/ 1445هـ

30/  أكتـوبـر  / 2023مـ



 

لا تُطْعِمْ نُـورك بالمجان.. | بقلم الأديبة المصرية آيات عبد المنعم


لا تُطْعِمْ نُـورك بالمجان.. | بقلم الأديبة المصرية آيات عبد المنعم

 


يقولون: «لا تُطْعِمْ نورك بالمجان..

حتّىٰ في فمِ الجائع أو العطشان... المجان لا يُقدَّر!»..

أمضغُ هذه الكلمات على مضض لا أستسيغُها كوجبةٍ سهلة الهضم، أؤيدها بالمطلق إذا تعاملتُ مع قلبٍ برجوازي، يرىٰ كلَّ ما حوله سلعة قابلة للتفاوض؛ لكنَّ تعميمها بالمطلق يعبثُ في عقلي المُشاغب ويضعها في ميزان النقد، يُصاحبني ظلالُ معانيها، ونجوبُ سويةً في راحة الكون..


أرقبُ دمع الأمهاتِ حُبلىٰ بالمواجع، كزهرٍ يذبلُ عطره، كي تتغذىٰ الجِرارُ بالعسل، وينمو العطرُ بين شفتي المريض..


ألمحُ النهر يُهدِرُ ماؤهُ للعابرين، دونَ ضريبةٍ يقتصها مع كلِّ شربة، كحبيبٍ منحَ لحبيبتهِ قُبْلةً دافئة، دونَ أن يطلُبَ منها أن تغفو على كتفيه..


أرىٰ جيوبَ الرُّوحِ خاويةً في عيونِ الآباء يَهزُّها الرّيح، الغريب أنَّهم يبلعون الرِّيح دون شكوىٰ، ويطعمون أبنائهم حلوىٰ من فتاتِ أعمارهم المسحوقة في هذا الوطن...


آه...الوطن ذاك الطينُ الجشع، يبلعُ الورد دون شبع، يظلُّ يأكلُ 

كل ما يسيرُ على قدمين، يشربُ عرق الفلاحين، ويسرقُ الشمس حين تلمعُ فكرةً في فمِ العالِم، وقد يقتلُ الحكيم، حتى الحجارة الّتي تُعمِّر البيوت، يراها كائناً حيّاً وقت الحروب، عليها أن تحمل البندقية، ولا بأس أن تفنىٰ، وتهبّ الذكريات زرعاً للأرضِ بالمجان..


لا بأس أن يكون كل ما فات بالمجان، إنَّ الأوطان لن تُبنىٰ بعيون التُّجار الشَرِهة، بـل بدماء الشُّهداء الزكيّة، الذين استعاروا نور الشمس، وعطر الماء، وكرم النجوم في الليل، وهبوا أجسادهم شمعةً تنطفئ على عتبة الوطن ليعلو، لا يكترثون إن غابت أسماؤهم كفاتحين، فتاريخ السماء يُقدِّرُ ما كان بالمجان، قُربةً لعينِ الرَّحمن..


الآن بعد هذا العراك الفكري الذاتي المجاني، أشعرُ بالامتلاء رغم أنِّي لم أربح في هذه الجولة إلاّ وطني أضعُني في جيبهِ ورقة شهيدٍ قابلة للتلف، مجهولة الهويّة، تفنىٰ في أيّ لحظة، المهم أن يعودَ طيـنُ بلادي منتـصراً..


آيات عبد المنعم.

بيـروت..

10/ ربيع الأول/ 1445هـ

25/  أكتـوبـر  / 2023مـ



 أنا الجمرُ وغزّة معاً... القاتلُ والمقتول! | بقلم الأديبة المصرية آيات عبد المنعم


أنا الجمرُ وغزّة معاً... القاتلُ والمقتول! | بقلم الأديبة المصرية آيات عبد المنعم

 


أُراقبُ نحري علىٰ شاشةِ هاتفي، في كلِّ ثانيةٍ يغتالني خبرٌ عاجل، أفقِدُ عُقلةً من إصبع روحي، كلما لامستُ صقيعَ الموتِ علىٰ مرآةِ وجهي الأسود..

أبحثُ عن إنسانيّ الحَيّ وسط الرُّكام بالكاد أجد شيئاً منهُ، ألمحُ طيفاً خجولاً ينمو كدمعٍ في الزَّاوية..

لا محرابَ يجُبُّ خطيئة صمتي، ولا عبثي الآن بين السطور، أمارسُ مع الكتابة ترياقَ الشِّفاء، فتصفعني حروفي، كأنِّي في هذا النّص، أنا الجمرُ وغزّة معاً... القاتلُ والمقتول!

لا أعرفُ أينَ أهربُ من تلكَ اللعنة، تُلاحقني "دير ياسين، وبحر البقر، وجنين، وقانا، وصبرا وشاتيلا،..." تصرخُ قبائل الأطفال فيهم نحنُ لسنا مجازر تكتبون عنها الشعر في مقهى الهاڤانا..

لا أدري كيفَ يصمتُ نحيبُ القهرِ بداخلي، وحدهُ الله يُطفئُ ظلامي بنورهِ الذي يُشرقُ علىٰ شَفةِ الشَّهيدِ، وما أكثرهم في سماءِ فلسطين..

نجوماً تتساقطُ كُلَّ يومٍ على عجزي، وتعلنُ اسمي انتفاضةً كبـرىٰ، أنا لن أخونَ صراطهم المستقيم، وسأكفرُ بالقبيلةِ حين غابتْ، وسألتْ أيـنَ اللّٰه؟!

أسهلُ ما يفعلهُ شيخها أن يُخبِّئَ سيفَهُ المنحور تحتَ عباءتهِ المُهترئة، ويُعلِّقَ الجُرمَ بالقدر؛ غـزّة تلكَ الموؤدة ستُخبركم في قيامتها أيـنَ اللّٰه!


آيات عبد المنعم.

بيـروت..

 9 / ربيع الأول/ 1445هـ

24/  أكتـوبـر  / 2023مـ




 

استغلال الوقت | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


استغلال الوقت | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم ، 

استغلال الوقت : 

دقت عقارب الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل ، لقد مرّ اليوم دون أنْ أُقدِّم شيئاً جديداً ، لا أعلم لِمَ يصيبني هذا التوتر حينما يمضي الوقت دون أنْ أمارس فيه مهامي المُفضَّلة أهو خوف من عقاب الله على إهدار الوقت أم خشية ضياع حياتي في اللاشيء ؟ ، أهو قلق من القادم أم ندم على الماضي ؟ ، فالوقت حقاً ثمين كما أخبرنا السالفون فتلك المقولة لم تكن مجرد كلمات متراصة بلا معنى ولكنها تحمل بين طياتها الكثير من القيم التي قد لا يُقدِّرها هذا الجيل على الإطلاق ولكني لم أنتمِ إليه يوماً فما زلت أحاول الحفاظ على مبادئ السابقين لأنها هي الباقية السليمة التي تُمكِّننا من الحفاظ على حياتنا من الضياع والتلف الذي قد يصيبها حينما لا نستغل أوقاتنا بالشكل المناسب الذي يحقق لنا ذواتنا ويُوصِّلنا لمبتغانا الذي سعينا إليه منذ وقت طويل ، أعلم أن الوقت الذي يمضي لا يعود لذا يعتريني هذا الخوف القاتل في كل يوم ينقضي بلا طائل وأحاول تعويض ما فاتني بكل إرادتي في المرات القادمة وعلَّ الله ينجيني من مهزلة إهدار الوقت بلا جدوى فيما لا ينفع ...