Articles by "نقد"
‏إظهار الرسائل ذات التسميات نقد. إظهار كافة الرسائل

 

الخطاب الجمالي عند (ابو عبيدة ) | بقلم الناقد العراقي / حاتم عباس بصيله 


الخطاب الجمالي عند (ابو عبيدة ) | بقلم الناقد العراقي / حاتم عباس بصيله
الخطاب الجمالي عند (ابو عبيدة ) | بقلم الناقد العراقي / حاتم عباس بصيله 


منذ مدة طويلة ونحن لا ننعم بخطاب تواصلي  جميل  مع جماهير الأمة العربية ولقد راقبت واستمعت بدقة إلى خطابات أبي عبيدة الرائعة فوجدت فيها ما يلي : 

صدق الخطاب وحرارته الوجدانية الحماسية في ايقاض  الحماس الثوري لدى الجماهير حيث افتقرنا إلى ذلك بعد غسل الأدمغة العربية بخطابات التبرير والجبن والاستكانة أمام  العدو الصهيوني 

ان صدق الخطاب يرافقه تمكن من مخارج الحروف وصوت مؤثر له نبرة صافية في الإلقاء تدل على خبرة الخطيب مع ان الخطيب هنا يمثل الناطق الرسمي باسم المقاومة الباسلة 

ولقد ادخل ابو عبيدة في الخطاب الثوري مصطلحات تدل على الوعي السياسي والثقافة الباهرة والمعرفة التاريخية بحركات التحرر العالمية 

لم أجد فيما سمعت له خطابا متزمتا إنما وجدت روحا متحررة إنسانية في طرح المواضيع بذكاء على وفق إيقاع مؤثر 

كما وجدت القدرة الرائعة في وصف الأحداث القتالية والاشتباكات على الرغم من المصطلحات العسكرية والتكتيكية الجديدة والتي كانت مبتكرة بما يربك العدو رغم بساطة الطرح في المقاومة 

ووجدت ثبات الصوت الدال على القوة والإيمان والقدرة والثقة بالنفس  والانتصار على العدو 

ووجدت الحجة المنطقية التي توثق مجرى الأحداث بالوثيقة الثورية والصوت والتاريخ الواضح للحدث الدامي ونجاح الخطيب في تعرية قبح الهمجية الصهيونية في مذابحها المخزية 


ووجدت مركزية الصوت يشد الانتباه في الارتفاع والانخفاض وتلوين الصوت بحسب الحدث الصاعد المتوتر او الهاديء الداعي إلى السلام كما وجدت حسن المقدمة وحسن الخاتمة التي تصلح لأن تكون هدفا عظيما مجسدا بالقول نصر او استشهاد 

ولا يفوتني أن المس الروح العربية في المقاومة  وان الخطاب عربي اولا واسلامي ثانيا وانساني عالمي  ثالثا بعيدا عن فضل احد  فالمقاومة عربية في الميدان ورغم أنها تعاملت بسياسة مع الآخرين بحكم السياق السياسي في إدارة المعركة  

وكشف الخطاب الجمالي لأبي عبيدة عمق الخيانة عند الأنظمة العربية و أثار  القوى الكامنة في النضال ضد الاحتلال




 

الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال  


الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال
الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال  


دكتورة اصبحت بوقت قصير بمكانة مرموقة بمجتمعها إذ اختصرت بذكائها وعملها المتواصل ان تحصل على علامة تجارية وصناعية بمنتجاتها التي وصلت إلى جميع انحاء سوريا وبعض الدول العربية والأوروبية ، اذ تطمح ان تصل للعالمية وان تنافس شركات مستحضرات تجميل عالمية ، 

تقوم بصناعة مستحضراتها من الطبيعة اذ تخلو من المركبات الكيميائية التي تستخدمها معظم الشركات بمنتجاتها .

لقد وصلت بوقت قصير ولرغم من صغر سنها وضغط العمل المتواصل وأعمال المنزل بالإضافة لذلك إلا انها مستمرة وتطمح للكثير . 

كل التوفيق للدكتورة الرائعة ميراي الشاهر .


الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال

الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال

الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال

الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال

الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال

الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال



الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال
الدكتورة/ ميراي الشاهر

الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال
الدكتورة/ ميراي الشاهر



 نص وتحليل قصيدة "إلى سيف الدولة" للشاعر هاني ( أبو مصطفى) | بقلم الناقد العراقي/ عماد الدعمي 


نص وتحليل قصيدة "إلى سيف الدولة" للشاعر هاني ( أبو مصطفى) | بقلم الناقد العراقي/ عماد الدعمي

نص وتحليل قصيدة "إلى سيف الدولة" للشاعر هاني ( أبو مصطفى) | بقلم الناقد العراقي/ عماد الدعمي 






عُدْ مرّةً أُخرى إلى أوطاني

وامسِكْ بها يادولةَ الحمداني 

قد لا يعودُ بها سوى فُرسانِها

لم يبقَ في العُمرين من فُرسانِ

ولكي تكونَ على يقينٍ أنهم 

لم يحفظوك فقُل أُريدُ حصاني

ولكي تنامَ ستعتنيك حمامةٌ

وهُناك كان أبو فراس يُعاني

وإذا شككتَ عليك أن ترميْ لهم

كنزاً وسيفاً لاخيارٌ ثاني

وهنا ستنكشفُ الحقيقةُ سيّدي 

وأنا الوحيدُ سيقطعونَ لساني

يا سيفَ دولتِنا الأخير خطابُنا

مُتديِّنٌ وسلوكُنا شيطاني 

نحتاجُ حُكماً واضحاً وقصائداً

قُرأتْ عليك وعازفاً وأغاني

نحتاجُ أن نمشيْ وما من حولِنا

فتنٌ وليس هُناك طائفتانِ

مغلولةٌ فينا الجراحُ فيا تُرى 

هل يُوسُفٌ يأتي بلا إخوانِ

هل رحلةُ الطفلِ الجميلِ وبئرهِ

مخفيّةٌ للآن في القُمصانِ

هل قصّةُ امرأةِ العزيزِ مكيدةٌ

لله درُّكِ يا ابنةَ الرحمنِ

حتى الرياح تُريدُ أن يُرمى لها

سهمٌ يدورُ بها على النسوانِ

واختارتِ الدنيا لنا أمثالَها

لكننا سربٌ من العميانِ

في كُلِّ وقتٍ حُفرةٌ مدروسةٌ

كالنارِ نحنُ بداخلِ النيرانِ

لم نتِّعظْ أبداً فيا أبوابَنا

ماضون في هممٍ بلا بُرهانِ

وأنا كبيرُ التائهين بهكذا 

وطنٍ بحجمِ الكونِ في الدّوَرَانِ

وتعبتُ أتعبني الزمانُ بحاكمٍ

مُتفرعنٍ في شكلهِ القُرآني 

وأكادُ من فرطِ اختلافِ جُنودهِ

المتفقّهين أشقُّ جيبَ كياني

حتى الثقافةُ في

العراقِ أكادُ أقطعُ

أنها مفقودةُ العُنوانِ

كان المثقفُ في فضاءٍ واسعٍ

رجعتْ بهِ الفوضى إلى الجُدرانِ 

وقصيدةُ الشعراءِ كانت دائماً

تزدادُ هيمنةً على السُّلطانِ

كانت مُقدّسةً إذا مرّت على 

جمهورِها سجدوا بكُلِّ مكانِ

الذّوقُ ولّى والمشاعرُ صُودِرتْ

ومكامنُ الأسماعِ دون ضمانِ

عجباً لماذا الدّهرُ لم يفتكْ بنا

يادهرُ أنتَ الفاصلُ الرّوحاني

أطفالُنا اقتسمَ الضياعُ عذابَهم

مابين مُغتصَبٍ وبين مُهانِ

وشيوخُنا قبلَ الصلاةِ تفرّغوا

ربطوا عمائمَهم على الأذقانِ

ماعاد إلا التيهُ يلعبُ بيننا

نحنُ الدُّمى في ذمّةِ الصبيانِ

يا سيفَ دولتِنا القديمَ جديدُنا

للآن تحتَ وصايةِ الرُّهبانِ

وملاذُنا الأعمى دمارٌ شاملٌ

تلك الوجوهُ قبيحةُ الغَلَيانِ

حيثُ استرحنا بعدَ شدّةِ حقبةٍ

عمياء واجَهَنا فمُ الخرسانِ

إن كُنتَ قد قرّرتَ أن تأتيْ على

أملِ الخلاصِ فلا تعُد بهوانِ

واحذرْ من القيدِ الفقيهِ فإنهُ

أفتى بحُرمةِ عودةِ الشُّجعانِ

عُد مرّةً أُخرى ولكن بُعثِرَتْ

أحلامُكَ الأُولى على الجيرانِ

وبدايةُ التطبيعِ أن نتقاسمَ 

الرّؤيا على طرفين يختصمانِ

وهنا محمدُ سوف يرجعُ خاسراً

حربَ التجارةِ يا أبا سُفيانِ

.......................................

اشتغل الشاعر على عدة محاور مهمه في القصيدة أهمها صيغة النداء التي حشّد وزجّ من خلالها ما يريد الوصول إليه كالشكوى والاستعطاف وبيان الحال المزري العاصف بالبلاد ، وعمل على تعزيز ذلك من خلال مقتبسات قرآنية ومصادر تاريخية مهمة ... وكثّف من الصور الشعرية فلا يكاد يخلو بيت واحد من قصيدته من صورة شعرية مدهشة .. وقد انطلق من فضاء دلالي واسع ليزيح عن كاهله عدة ارهاصات من أسئلة ومناجاة وتصوير حالات رابطا ومقارنا الحاضر بالماضي فلم يجد إلا سيف الدولة الحمداني ليكتب له .

ويحسب له عتبة العنوان في القصيدة بمتنها النصي ليصل بالقصيدة إلى مرحلة جمالية من التشكيل والتعبير مع الحفاظ على الإبداع رغم طول القصيدة فهو يملك نفسا شعريا ثابتا وذلك أمر قد يصعب على الشعراء . 

أن التأملات القرائية سواء كانت ذهنية أم بصرية ساعدت على انتاج قصيدة شمولية وذلك حدث من خلال الدهشة من خلال رؤى شعرية جعلت من القصيدة مركزة وللغاية .

عُدْ مرّةً أُخرى إلى أوطاني

وامسِكْ بها يادولةَ الحمداني 

قد لا يعودُ بها سوى فُرسانِها

لم يبقَ في العُمرين من فُرسانِ

ولكي تكونَ على يقينٍ أنهم 

لم يحفظوك فقُل أُريدُ حصاني

الآن تمعن في الصورة التي جسد فيها الحال المزري في الوقت الحاضر حينما يقول للحمداني إذا تيقنت أنهم لم يحفظوك فاطلب حصانك وعد إلى ما كنت عليه..

أن الشاعر الفطن الحذق لابد عليه أن يعقد ميثاقا بينه وبين القارىء لذا يتوجب عليه أن ينتج قصيدة متكاملة من حيث اللفظ والمعنى والتشكيل والصور والإيقاع ووحدة الموضوع وأهم ما يريد أن يصل إليه أن تصل قصيدته إلى شغاف القلوب وأن تعبر عن خلجاته كما هو يريد ويخطط فالشاعر أشبه بالمهندس المعماري  ...

ولكي تنامَ ستعتنيك حمامةٌ

وهُناك كان أبو فراس يُعاني

وإذا شككتَ عليك أن ترميْ لهم

كنزاً وسيفاً لاخيارٌ ثاني

وهنا ستنكشفُ الحقيقةُ سيّدي 

وأنا الوحيدُ سيقطعونَ لساني

يا سيفَ دولتِنا الأخير خطابُنا

مُتديِّنٌ وسلوكُنا شيطاني 

نحتاجُ حُكماً واضحاً وقصائداً

قُرأتْ عليك وعازفاً وأغاني

نحتاجُ أن نمشيْ وما من حولِنا

فتنٌ وليس هُناك طائفتانِ

مغلولةٌ فينا الجراحُ فيا تُرى 

هل يُوسُفٌ يأتي بلا إخوانِ

هل رحلةُ الطفلِ الجميلِ وبئرهِ

مخفيّةٌ للآن في القُمصانِ

هل قصّةُ امرأةِ العزيزِ مكيدةٌ

لله درُّكِ يا ابنةَ الرحمنِ

حتى الرياح تُريدُ أن يُرمى لها

سهمٌ يدورُ بها على النسوانِ

توقفْ على التشبيهات وكيفية توظيفها وربطها بالماضي وعلى التساؤلات التي زج بها وهو يخاطب الحمداني ثم يقارن بين المجريات والأحداث التي تجري في الوقت الحاضر ستجد كيف اشتغل الشاعر بحرفية عالية حرّك فيها المشاعر لانه يصوّر ما يجري بدقة فالخطاب ديني بحت والعمل شيطاني وهذا التسلق من قبل المزيفين قد أظهره وجسده بحرفية فهو يحتاج إلى الكثير يحتاج إلى نبذ الطائفية وإلى شعراء حقيقيين ويحتاج إلى أخوة لا يغدرون ولا يكذبون ..

وهو بذلك يبحث عن (يوتوبيا ) لا يمكن أن تتحقق في وقتنا الحالي . وهذه الدلالات تدل على روح طاهرة وعلى مثالية راح يفتش عنها بقوة فلم يجدها حتى اتعبه ما يحدث من حوله فما كان منه إلا أن يزيح الكاهل الثقيل عليه شعرا .

حينما يُقدم الشاعر نصا عليه أن يعي خطورة النص الذي يقدمه وعليه أن يرتكز على مرجعيات شعرية مهمة من حيث التكثيف اللغوي والرؤى الثاقبة وتكريس الدلالات حتى تصل القصيدة إلى درجة الإقناع عند متلقيها فحالة الأنا الشاعرة يجب أن تكون متوهجة متسلحة بمعيار صدق الاحساس عند الشاعر مبتعدة عن التكلف والضبابية ... وقد وجدت ذلك عند هاني أبو مصطفى راسخا ....

واختارتِ الدنيا لنا أمثالَها

لكننا سربٌ من العميانِ

في كُلِّ وقتٍ حُفرةٌ مدروسةٌ

كالنارِ نحنُ بداخلِ النيرانِ

لم نتِّعظْ أبداً فيا أبوابَنا

ماضون في هممٍ بلا بُرهانِ

وأنا كبيرُ التائهين بهكذا 

وطنٍ بحجمِ الكونِ في الدّوَرَانِ

وتعبتُ أتعبني الزمانُ بحاكمٍ

مُتفرعنٍ في شكلهِ القُرآني 

وأكادُ من فرطِ اختلافِ جُنودهِ

المتفقّهين أشقُّ جيبَ كياني

حتى الثقافةُ في

العراقِ أكادُ أقطعُ

أنها مفقودةُ العُنوانِ

كان المثقفُ في فضاءٍ واسعٍ

رجعتْ بهِ الفوضى إلى الجُدرانِ 

وقصيدةُ الشعراءِ كانت دائماً

تزدادُ هيمنةً على السُّلطانِ

كانت مُقدّسةً إذا مرّت على 

جمهورِها سجدوا بكُلِّ مكانِ

الذّوقُ ولّى والمشاعرُ صُودِرتْ

ومكامنُ الأسماعِ دون ضمانِ

الان تمعن بدقة كيف يُجسد حال الشعر وما يمر به في الوقت الحاضر ليقارن ويشكو للحمداني بعد ما وصل إلى درجةٍ من القناعة بأن كل شيء انقلب رأسا على عقب فلا الشاعر المعاصر يفي بالغرض ولا المتلقي يتلقى كما كان في السابق فالشاعر كان قوة ضاربة بوجه السلطان ..

ثم يصور الحاكم المتفرعن بأسم الدين والقرآن والمثقف المتسلق بأسم الثقافة حتى يتعب ويصل لحالة التوهان في هذه البلاد العجيبة والغربية ... 

هاني أبو مصطفى روح صوفية يعيش جسدا وروحه تطوف بعيدا عن هذا العالم المشحون بالتفاهة لذا تجده معانيا على الدوام ومتحملا المشاق بطريقة لا يفهمها الآخرون فهو ذلك الغريب في وطن لا يروق له مطلقا ما يجري به من منعطفات خطيرة أطاحت بالبنى التحتية للإنسان ..

تسلح الشاعر هاني بشاعرية عالية ازدحمت فيها العواطف المتوهجة التي صوّرت صدق الإحساس الصاخب المضطرب ويعود ذلك إلى نظرته للحياة بطريقة مختلفة عن الآخرين. 

هو فنانٌ متمكن من فن الشعر سهل الأسلوب ومتين السبك ورائع النظم وشعره دقيق جدا وللغاية وفي قصائده نضج فني واشتغالات متعددة ...

عجباً لماذا الدّهرُ لم يفتكْ بنا

يادهرُ أنتَ الفاصلُ الرّوحاني

أطفالُنا اقتسمَ الضياعُ عذابَهم

مابين مُغتصَبٍ وبين مُهانِ

وشيوخُنا قبلَ الصلاةِ تفرّغوا

ربطوا عمائمَهم على الأذقانِ

ماعاد إلا التيهُ يلعبُ بيننا

نحنُ الدُّمى في ذمّةِ الصبيانِ

يا سيفَ دولتِنا القديمَ جديدُنا

للآن تحتَ وصايةِ الرُّهبانِ

وملاذُنا الأعمى دمارٌ شاملٌ

تلك الوجوهُ قبيحةُ الغَلَيانِ

حيثُ استرحنا بعدَ شدّةِ حقبةٍ

عمياء واجَهَنا فمُ الخرسانِ

إن كُنتَ قد قرّرتَ أن تأتيْ على

أملِ الخلاصِ فلا تعُد بهوانِ

واحذرْ من القيدِ الفقيهِ فإنهُ

أفتى بحُرمةِ عودةِ الشُّجعانِ

عُد مرّةً أُخرى ولكن بُعثِرَتْ

أحلامُكَ الأُولى على الجيرانِ

وبدايةُ التطبيعِ أن نتقاسمَ 

الرّؤيا على طرفين يختصمانِ

وهنا محمدُ سوف يرجعُ خاسراً

حربَ التجارةِ يا أبا سُفيانِ

لاحظ كيف يصور الحالات المجتمعية وما آلت إليه الأطفال والشيوخ وكيف يشكو للحمداني ما يجري من حولنا ... 

أبدع هاني في أن يكون لسان حال الآخرين لينقل المأساة بشاعرية عالية وبذات الوقت يؤرخ ما يجري في هذا الزمن وبهذا تحول الشاعر إلى مؤرخ بارع ..

(نحن الدمى في ذمة الصبيان )... صيحة واستنهاض للهمم وشحذها بطريقة تستفز الآخرين وتلك براعة الشاعر للتأثير على الآخرين.. 

ثم يذهب ليحذر الحمداني من العودة فالفقيه يحرم وجود الشجعان وأهل الحق ..

تجسيد رائع لحال مؤلم وللغاية ووجع شاعري يعيشه الشاعر ولم يجد إلا زفرات الشعر ليبوح بها ...

ختم القصيدة بمعادلة رائعة حقا بعد تجسيد رائع قارن فيه بين النبي ص وأبي سفيان ...

وهي إشارة إلى تسلط الشر بكل زمان ومكان

أبو مصطفى هاني  شاعر مهم وللغاية ...








منهج الشيخ العلامة " سليمان اللويهي " في كتاب (شرح تائية الألبيري) | بقلم دكتور: جمال فودة - عضو الاتحاد الدولي للغة العربية - كاتب وناقد وأكاديمي مصري


منهج الشيخ العلامة " سليمان اللويهي " في كتاب (شرح تائية الألبيري) | بقلم دكتور: جمال فودة - عضو الاتحاد الدولي للغة العربية - كاتب وناقد وأكاديمي مصري
منهج الشيخ العلامة " سليمان اللويهي " في كتاب (شرح تائية الألبيري) | بقلم دكتور: جمال فودة - عضو الاتحاد الدولي للغة العربية - كاتب وناقد وأكاديمي مصري





بـدأ إدراك أهمية التشكيل اللغوي في الشعر يزداد وضوحاً مع نشأة علـم اللـغة ، واتـخاذ معـطياته ركـيزة أساسيـة لتـحليل بنية النص ، فالشـعر كامـن في القصـيدة ، وذلك مبدأ ينبغي أن يـكون أساسياً فالشاعرية كعلم اللغة موضوعها اللغة فقط ،الفارق بينهما أن موضوع الشعرية ليس اللغة على وجه العموم ، وإنما شكل خاص من أشكالها ، إذ لا تتحقق للقصيدة خصوصية الشعور إلا من خلال خصوصية التعبير، ذلك أن النص الشعري جزء من اللغة يخضع لقوانينها الوضعية، لكنه يتميز عنها بخصائص فريدة تدخله في حدود الإبداع الفني ، إذ ينبني من مفردات هي بمثابة الدوال على معان ٍ جزئية تكتسب دلالتها وبلاغتها حين تنتظم في علاقات تركيبية مع غيرها من عناصر العمل الأدبي .


وهذا ما لمسته في منهج الشيخ (سليمان اللويهي) في كتابه (شرح تائية الألبيري وإعرابها) إذ يهتم بالكيفية اللغوية التي يحقق بها العمل انسجامه وتماسكه في كليته الدلالية، حيث ينبع منهجه من النص الشعري نفسه، لا من مبادئ سابقة عليه، ويتعامل مع النص كبنية متكاملة لغوياً ودلالياً دون أن يغفل مقاييس التواصل الجمالي في الأداء الشعري.



فما كان الشيخ يبتعد عن الصياغة إلا بقدر ما يعود إليها كاشفاً عن ظواهرها الإبداعية وراصداً لمخصباتها الشعرية ، إذ يمثل النص الشعري في تداخل بنياته نمطاً متميزاً من الأداء اللغوي يتجاوز النسق المعياري فتتشكل دلالة النص ، وتتجسد بنيته الأدائية ، ومن ثم فإن الولوج إلى عالم النص يكون بالعكوف على تحليل البنية اللغوية ، وتتبع أنساقها والعمل على استكشافها واستكناه أدوارها من خلال خيوطها الممتدة في نسيج القصيدة الشعرية.


وإن كان شرح القصيدة لا يعنى توضيح الدلالة ، وإنما يهدف إلى خلق معادل مواز ٍ لها، حيث يتشكل الفضاء الشعري وتتشكل معه قراءات متعددة تتجاوز أحادية المعنى ، لذلك لا يكفي الوقوف عند الأنساق اللغوية في بنية النص الشعري دون النفـاذ إلــى مـا وراء هـذا النـظام اللـغـوي مـن دلالات وخصوصيات تسهم في استبطان رؤية الشاعر وكيفية إدراكه لواقعه مـن خلال مـا ينشئ من أبنية وعلاقات ، وإزاء تعدد مسـتويات النـص الشعري وعناصره ، ومـا يتسم به من تداخل عمـيق يـبدو الـدرس النقدي بحاجة إلى طرائـق متـعددة مستمدة من علوم وحقول معرفية مختلفة للإحاطة بطبيعة البناء الشعري ، فهو بحاجة إلى تحليل أسلوبي لدراسة مكونات الظاهرة اللغوية / الأدبية في مستوياتها المختلفة .

وقد أمتعنا الشيخ في كتابه عند تحليل القصيدة ، وفاجأنا بما لديه من معارف شتى ، وعلوم متنوعة ، وتمكن من أدوات صناعته ؛ حيث نجد الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، وكذلك الأبيات الشعرية ، والأقوال المأثورة ...، كل ذلك يصوغه بأسلوب أدبي رائع لا يقل في جماله عن النص الأصلي .

إذ نلاحظ أن الشيخ عمد إلى توظيف كل ما يمكن من الأدوات والوسائل لرفع موانع الإدراك والفهم عن مضامين النص ومعانيه، كل وفق ما يقتضيه نوعه ومجاله؛ فالتحليل يطلب لغاية، وغايته رفع الغشاء عن فهم وإدراك رسالة النص، دون تحديدٍ للوسيلة، فإذا ما تحقق ذلك فعلا بصورته الكاملة، فإننا نكون قد حققنا غاية البيان والإفهام.

وفي هذا الكتاب تعامل الشيخ مع النص الشعري على أنه تشكيل فني لغوي في المقام الأول ، والكشف عن أبعاده يتم من خلال هذا التشكيل و في إطاره ، ولا يعنـى هـذا أنه غفل عن الجوانب الفكرية أو النفسية أو حتى السياسية والاجتماعية .. وغيرها، وإنما يصل إليها من خلال اهتمامه بالبناء الشعري وتحليله له، ومن ثم فإن الشيخ (اللويهي) لا يغفل العلاقة بين تراكيب البنية الشعرية وبين المستوى الدلالي، فالهياكل التركيبية والهياكل المعنوية وجهان لعملة واحدة هي الحالة الشعورية.

وعلى أساس من هذه المقدمات كان اختيار الشيخ " لتائية الألبيري "موضوعاً للدراسة لسببين مهمين:

أولهما: بكارة هذا المجال، ولا ترجع أهمية هذا البحث إلى كونه أول ما كتب في المادة الشعرية للشاعر بشكل متكامل فحسب، بل إن هذا العمل صدر في منهجه عن شعر الشاعر نفسه؛ فاكتسب فاعليته من خلال واقعية النص، واستمد حيويته من التفاعل المستمر بين اللفظ والمعنى.

والسبب الآخر: هو أن "الألبيري" شاعر مبدع مطبوع متمكن أجاد في الحكم والمواعظ، تميز شعره بسهولة اللفظ ووضوح المعنى، وترابط الأفكار وروعة الخيال، فلا يجد القارئ صعوبة في استيعاب مراميه وفهم معانيه، ومن اللافت للنظر في أسلوب (الألبيري) قدرته الفائقة على عرض أفكاره في لوحة فنية تصويرية متعددة الخطوط والألوان، الأمر الذي يؤكد على ما يملكه من خيال خصب وسمات فنية وأسلوبية متميزة.

رغم هذا كله لم يحظ الرجل باهتمام النقاد والدارسين، اللهم إلا في بعض المقالات المنشورة هنا أو هناك، وقد أشار الشيخ لسبب اختيار التائية كونها تشتمل على المواعظ والحكم والنصائح والدرر الثمينة في طلب العلم والجد في تحصيله.

هذه القصيدة التي لاقت القبول والاستحسان في القلوب والعقول، وحسب علمي أن التائية لم يتناولها أحد ـ قبل الشيخ ـ بالتحليل الوافي، اللهم إلا بعض التعليقات والإشارات هنا وهناك في صفحة أو صفحتين ، وأين ذلك من عمل الشيخ الذي وقف على القصيدة لكشف كل ما فيها من طاقات إبداعية وأبعاد دلالية جمالية؟!


مما سبق تبدو أهمية هذا الكتاب الذي يتخذ من التحليل الأدبي أساساً منهجياً في التعامل مع شعر " الألبيري " لمعرفة طرائق بنائه لغوياً، والوقوف على وسائط إنتاج دلالاته.

كما أشار الشيخ - في الموضوع والهدف والوسيلة؛ فموضوع التحليل هو النص، وهدفه رفع الغموض، ووسيلته اللغة. كما أنَّ هناك مصطلحًا يرتبط بالتحليل من جوانب عدة وهو مفهوم النقد، غيرَ أنَّ الكاتب لم يعرِّج بالحديث عليه ربما لكون هذا الأخير يدرس مناحي الإبداع الفني في النص والمرتبطة بجوانب أخرى وليس فقط اللغة، وهو ما قد لا يتفق مع دعوة الكاتب إلى الاقتصار على اللغة في التحليل.

لقد قدم الشيخ (اللويهي) قراءة تحليلية واعية مستفيداً من مناهج التحليل المختلفة، لسبر أغوار النص، والبحث في مضامينه، وقد أشار الشيخ إلى منهجه في تحليل القصيدة في مقدمة كتابه؛ حيث سعى " ليكون شرح القصيدة غير طويل ممل ولا موجز مخل " وإن كان لم يلتزم بهذا المنهج التزماً كلياً في تناوله لأبيات القصيدة؛ فمثلاً في الأبيات الثلاثة الأولى من القصيدة جاء تحليله وشرحه لها في خمس صفحات، ثم كان إعرابها في خمس صفحات أخرى!


وحسبي من عملي هذا أن يكون بناناً تشير إلى جهود الشيخ العلامة (سليمان اللويهي) في آفاقها الممتدة ومجالاتها المختلفة، فإن البنان لأقدر على الإشارة من الباع على الإحاطة، وأفضل من عجز المحيط طاقة المشير.

ولا يسعني ـ الآن ـ إلا أن أسدى آيات الشكر والعرفان لمن هو أحق بها وأهلها، إلى سعادة الشيخ ناصر بن راشد العبري، وأعضاء اللجنة الثقافية بنادي الرستاق على إتاحة الفرصة للمشاركة في هذا الملتقى وتشريفي بمنحي فرصة حضور هذه الندوة الثقافية المتميزة، فجزاكم الله خير الجزاء وبارك جهودكم ونفع بكم.

د/جمال فودة

عضو الاتحاد الدولي للغة العربية

كاتب وناقد وأكاديمي مصري







 

ضوء على أعمال الفنان الكبير الدكتور محمود عجمي | بقلم حاتم عباس بصيله 


ضوء على أعمال الفنان الكبير الدكتور محمود عجمي | بقلم حاتم عباس بصيله
ضوء على أعمال الفنان الكبير الدكتور محمود عجمي | بقلم حاتم عباس بصيله 


(بمناسبة معرضه اليوم 2/10/2023 في قاعة كولبنيكيان في بغداد وبعنوان وجوه / ما ورائيات )

*******

الفنان المبدع يفرض نفسه من خلال ابداعه ولقد فرض الدكتور محمود عجمي  نفسه ببصماته الفنية الخاصة المبدعة على المتلقي وعلى الناقد معا وهذا ما كان عند الفنان والاكاديمي الكبير ، الذي كان فنه يدور في محاور عدة منها انه استلهم رموز الفن الرافديني ومزجها بالروح الشعبية المعاصرة ثم ركب من عناصره ما يفجر المعنى من خلال التشكيل البصري ومن اهم الرموز رمز الثور الذي هو في الواقع رمز القوة الجنسية والفحولة بما يشكل قداسة في الفن الرافديني القديم ولقد اكد الفنان على رأس الثور وعلى القرنين وعلى تصوير عضلات الجسد التشريحية للثور دلالة القوة والفحولة وقد قرنه مع جسد المرأة وعناصره الحسية سواء في الرسم او العمل الفخاري وتبدو المرأة في غالب الاحيان بلا رأس وبلا اطراف كاملة دلالة المعنى الحسي ودلالة تغلب الحس على الغكر والعقل لدى الانثى كما مزج الفنان بين ذاته المقرونة مع رموزه اارافدينية مؤكدا على التعبير في الملامح والحركة والانفعال في مركز السيادة الوسطى ومزج ايضا بين الوشم الشعبي المقترن بالانثى العراقية الشعبية والفلكلور مع تلك العناصر الاصيلة لحضارة وادي الرافدين وتحكي اعماله في معرضه في قاعة كولبنيكيان مدى التعطش للانوثة والكبت العاطفي والقلق والشعور بالغربة تجاه المرأة التي لم تكن قد روته في عالم الحياة الواقعية 

ان كل عمل من اعماله رغم تكرار رمز الثور  الا انه يفجر معنى جديدا من خلال تكوين جديدبرموز جديدة كالمثلثات والدوائر  وصبغات الوشم في مواقع حساسة من الجسد الأنثوي   كما  جسد ظاهرة العري خير تجسيد وصور المرأة كاملة الصورة في العري في بعض من اعماله لتكون رمز الانوثة يقابلها رمز الذكورة ن خلال الثور  مؤكدا جدلية الصراع الجمالي البشري بين ثنائيات الذكورة والانوثة والروح والجسد والقوة والضعف والتعبير الشفيف والتعبير القاسي معا من خلال ملامح الشخوص المختزلة كما نجد الروح القروية الجمالية في تجسيد العاطفة الحسية التي تدل على الحرمان والاسى وافتقاد روح الانثى في الحياة الطبيعية 

استخدم الفنان الكبير تقنيات بسيطة ولكنها خطيرة بجرأتها فتعامل مع ادوات للتلوين متداولة ولكنها في اعماله تثور بالمعنى الجمالي كما استخدم الطين المفخور باسلوب خاص واقتصر على الوان قليلة معبرة اقرب الى روح التخطيط المعبر عن المعاني النفسية الحادة في انفعالها واستخدم الورق الاسمر ببساطة التنفيذ الذكي  

ومما يحسب للفنان انه يسلك سلوكا مع العامة من الناس بما يفتح العلاقات والنوافذ الشعبية لمعرفة الاسس الجمالية الشعبية الفطرية المهمة والخطيرة  فهو فنان غير بعيد عن الوسط الشعبي عكس الكثير ممن يرون انفسهم اعلى من الروح الشعبية ولذلك كسب الروح الاكاديمية والروح الشعبية باسلوب ذكي يحكي سيادة عاطفة منفعلة نتيجة الحرمان من المرأة برموز تعبيرية فذة .


ضوء على أعمال الفنان الكبير الدكتور محمود عجمي | بقلم حاتم عباس بصيله

ضوء على أعمال الفنان الكبير الدكتور محمود عجمي | بقلم حاتم عباس بصيله




 فن .. وانطباعات | بقلم : خديجة الخليفي /أديبة مغربية


فن .. وانطباعات | بقلم : خديجة الخليفي /أديبة مغربية


لست ناقدة، فالنقد له شروطه، وله أهله. وأرجوني يوما أن أكون من ناسه. 

إنني اليوم، أشارك متتبعي منشوراتي في العالم الأزرق، انطباعاتي وفضفضاتي.. إنني اليوم، أكتب بعيدا عن كل موضوعية. وهذا ليس بعيب؛ فالمطلع على هذه الحروف، سيتشعر البواعث والدوافع لهذا القول! 

وعندما تعشق بعض الحروف الثناء، وعندما تجد بعض الحروف متنفسها في المدح، تكون قد أرضت حواسها، وقدمت ولاءها لصناع الجمال.

وحروفي اليوم، أنطقتها أشياء جميلة، بل أبهرتها تحف رائعة. والبدء، كان من المعلمة التاريخية التي عملت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، على صيانتها وترميمها، لتحمل صفة رواق يستقطب أعمال فنانين مغاربة ومن أقطار أخرى.  

كم كانت دهشتي وكم كانت متعتي، وأنا أنتشي وأفتخر بمغربنا الجميل، الذي يلد أنامل تصنع الجمال. لوحات تنتمي إلى معرض ثنائي، عرضت برواق الباب الكبير بالرباط. حضرتُ افتتاحه يوم أمس، الجمعة 29 شتنبر من السنة الجارية 2023. يحمل المعرض عنوان "تناغميات الحروف: حوارات تجريدية"، للفنانين المغربيين: عبد القادر كمال، ويوسف بالمهدي.

كنت أشاهد اللوحات، تشدني إليها شدا كأنها ترغب في حديث مطول. فسألت نفسي: كيف استطاع الفنان أن يصنع هذا؟! ما سر إبداعه؟! أن تقف أمام لوحة يغذي محتواها كل الحواس. قلت للحظة: والله لا يفلح في هذا إلا فنان صادق، رحل بإحساسه وسلمه إلى دنيا الفن التشكيلي. 

تمثلات أحسست نبلها في الألوان التي أتت متناغمة، وشفرة لن يفك قيدها إلا بليغ متمرس.

كنت أنتقل بين اللوحات، وكلما وقفت أمام لوحة، كان يحملني الرواق إلى أخرى. وبين لوحة وأخرى، حكايات كنت أسمعها بصوت خافت، هي حكايات المتحف الوطني للحلي، وحديقة الأوداية، وموسيقى الإخوة ميكري، وصوت البحر، وعمران الباب الكبير...). وفي كل هذا، أتت لوحات الفنانين كمال وبلمهدي، منتشية، تدون تاريخها في معلمة تاريخية توجد بأرض عاشقة للفن.

ولا أخفيكم الأمر، للحظة تمنيت لو كنت منشطة ثقافية؛ فغبطت أصحاب هذه المهن! استرقت النظر إلى الفنانين، وأحيانا نظرت إليهما فعلا. تأملت لوحات الفنان عبد القادر كمال، ثم نظرت إليه، كان شيء بدواخلي يدفعني لذلك. ثم عاودت الكرة، ففككت شفرة دواخلي، لأعرف أنها كانت تقارن بين ما جاء في اللوحة وبين الفنان. 

سألته: هل اسمك فني؟ لم أنتظر الجواب، ثم أردفت سائلة: هل أنت مغربي؟ هل أنت "فنان أكاديمي"؟

قال: أنا مغربي حتى النخاع، فنان عصامي، وهذا اسمي...

فردّت دواخلي، في صمت، تعلن عنه هذه الحروف: كم جميل أن تخترق الإنسان نشوة الاعتزاز والفخر بجرأة فنية منبعثة من أحضان المغرب.

كان سؤالي موجها إلى الفنان عبد القادر كمال، الذي علمت فيما بعد ومن خلال الكاتالوج، أنه فنان عريق طور تجربته وجملها ببحث عظيم ويكفي أن أذكر هنا أن علاقته بدنيا الفن التشكيلي تفوق 20 سنة.

وهنا أعلن لمتلقي هذه الحروف، أن دواخلي رجعت لتساؤلاتها من جديد: كل جزء في لوحاته تجده لوحة فنية في حد ذاتها. هل أتى هذا صدفة؟ لوحاته تستقبل العين والفكر، فكيف توصل إلى هذا؟ بعد هذا، أدركت شيئا ليس بالغريب على قارئ اللوحات وليس بالغريب على قارئ الملامح. أدركت كيف يمكن أن ترسم اللوحة شخصية صاحبها، وكيف يمكن أن تعلن للعالم صدقه واجتهاده. أدركت كيف يمكن أن ترسم لعين المتلقي لوحة ثانية تجسد فيها من يكون هذا الفنان، مع خلاصة قادمة من دنيا الخيال مفادها أن هذا الفنان هو فنان فارس عربي.

إلى هذا، أضيف ملاحظة أخرى، مفادها أن اللوحات المعروضة تجتمع كلها في النقطة والحرف، أبهرتني تقنياتها الرائعة والجميلة في ذات الوقت.

سألته: هلا فككت لي شفرة هذه اللوحة؟

قال: لوحاتي المعروضة هنا تجسد أسماء الله الحسنى. مثلا هنا: ... حرف الحاء، وهنا حرف القاف وهذه الشدة...

تأملت لوحاته، ونظرت إليه هو الآخر. وكأني بذلك أحاول أن أربط العلاقة بين شخصه وبين ما جاد به من عمل فني يستدعي التأمل والسؤال. وأمام انشغالات الفنانين باستقبال الحضور، اختصرت أسئلتي، واقتصرت على سؤال واحد، فتقدم الفنان بلمهدي، وهو أستاذ للفنون التشكيلية، بالجواب والشرح.

وإذا كان المعرض يحمل عنوان "تناغميات الحروف: حوارات تجريدية"، فإني كمتلقية، أعجبت بهذا التناغم الجميل. ليس فقط، بذاك القادم من عمق اللوحات، وأرض الرواق وما يحيط به. وإنما أيضا، أعجبت بذاك القادم من ثنائية اتحدت لتقدم لنا ما جادت به أنامل أفكارهما.

وإذا كان المعرض، قد جسد الحروف العربية في "حوارات تجريدية"؛ فإني، أحسست هذه الحوارات تعزف نغما جميلا واحدا وإن اختلفت أساليبها، أطرب القلب والحواس. وأصبح لا بد لي، من تقديم الامتنان والشكر للفنان عبد القادر كمال والفنان يوسف بلمهدي.

ثق أيها المتلقي، لا تنطق الحروف ولا تطرب الآذان، ولا تسعد القلوب إلا أمام فن صادق وريشة قوية متواضعة. 


بقلم خديجة الخليفي 🇲🇦


فن .. وانطباعات | بقلم : خديجة الخليفي /أديبة مغربية


للإشارة، الصورة تم إنزالها بموافقة جماعية لكل من بالصورة

من اليمين إلى اليسار :

الفنان التشكيلي يوسف بلمهدي

وطبعا أنا هه خديجة

الصحفي عبد المجيد رشيدي

والفنان التشكيلي عبد القادر كمال




ملحمة كلكامش /تناصات مسرحية للدكتورة: امل الغزالي / قراءة مختزلة بقلم /حاتم عباس بصيلة


ملحمة كلكامش /تناصات مسرحية للدكتورة: امل الغزالي / قراءة مختزلة بقلم /حاتم عباس بصيلة



اهدت الكاتبة منجزها الى المحلقين في سماوات البنفسج 

وقد استعرضت الكاتبة معنى الملحمة واسباب ظهورها في الفصل الاول واهميتها وانتشارها في العالم كما لخصت قصتها بايجاز رائع مع الاشارة الى دلالات اسطورية وتربوية تتعلق  بالموت والخلود الذي لا يكون الا عن طريق فعل الخير مشيرة الى طروحات الملحمة مؤكدة على الدور التربوي في تهذيب الانسان وتحويله من اناني متسلط في حالة كلكامش الى كائن ناكر للذات في سبيل شعبه عن طريق اعمار بلاد اوروك وعمل الخير واشارت الى انكيدو الذي تحول بفعل المرأة  من حالة التوحش الى حالة التحضر وهي اشارة ذكية الى دور المرأة الحضاري عن طريق الخصب والفعل الحسي في ترويض شراسة الذكورة المتوحشة وهي عملية انتقال حضارية كما تناولت علاقة لانسان الرافديني بالٱلهة بعدها بديلا مخففا عنه قساوة الحياة والطبيعة المتناقضة والتي تؤثر على حياته الفردية والجماعية معاوكانت الالهة صورة اخرى للسلطة لسياسية

كما اعتقدها انسان وادي الرافدين

تميزت الالهة كما الانسان بطابعها الاجتماعي الا انها اختصت بالخلود بينما اختص الانسان بالموت والفناء الا اذا عمل صالحا  وكان عليه ان يطيع الالهة بطقوس ما  وكانت هناك فقرات تربوية رائعة اشارت لها في هذه الصور :

عدم شرب الماء في كأس غير مفخور 

عدم اقتلاع غصن صغير في السهب اوتحطيم قصبة !

تقديس الماء .

عدم اقتلاع سدرة من الحقول لدلالة ذلك على انتزاع الملكية .

ان لا يتطاول على الٱلهة .

التعبد والصلاة وتقديم القرابين .

****

تذكر الكاتبة تمرد الذكورة المرموز لها بكلكامش الذي رفض اغراء عشتار له في نصوص معروفة فارسلت له الثور السماوي ليقتله مع صديقه انكيدو الا انها لم تسلم من انكيدو وتنتقم الٱلهة من خلال الافعى باخذ عشبة الخلود بعد قتل خمبابا في غابة الارز   

***

وفي التعريج على دور اماكن العبادة وقدسية الطقوس والاحتفالات المتعددة الدلالات في حالة الانتصار او تصوير طقوس الجنس والخصوبة السنوية والتاكيد على المعبد كمركز للٱلهة المقدسة دلالات مهمة  وقد تناولت الكاتبة دور المرأة في الملحمة مركزة على انانا( عشتار) كرمز للانوثة والخصب خاصة في اعياد الاكيتو السنوية في اختيار الزوج او الملك المناسب لادامة الحياة عن طريق الجنس كما اشارت الى الدور الاجتماعي للآلهة ننسون في علاقتها الطبيعية مع ابنها كلكامش  وهي صورة من صور حماية الاسرة في ذلك الوقت ووصفت الكاهنات المقدسات التي تقوم بدور عشتار في طقوس الخصب كاعمال دينية مقدسة كما اشارت الى دور سيدوري صاحبة الحانة  في المتعة والجنس والحكمة واللذة وفي ذلك اختصار لاشكال المرأة ودورها في الملحمة  كما تطرقت لاهمية المعبد الاقتصادية اذ قسمت الاراضي الى ارض المولى وارض الطعام وارض المحراث وقد كان لمفهوم الخلود ومأساة الموت  مبحث ممتع تناولت فيه الاعراض عن الملذات والتفكر بالوجود ومرارة الفقد والتحول الى المحبة بعد ان كان كلكامش رمزا للظلم والاستبداد كما تناولت موضوع الرؤيا في الحلم وقسمت النبوءة الى نبوءة صريحة او ذات رموز تنبيء بما سيحدث وبذلك تكون ظاهرة الحلم ذات جذور رافدينية اصيلة 

وقامت الكاتبة بتصوير شخصيات الملحمة المهمة منها: كلكامش وقدراته الخارقة وطبيعته البشرية ايضا اضافة لمعلومات تاريخية كونه الملك الثامن والعشرين بعد الطوفان كما اشارت الى تعالقات الملحمة مع الاوديسة وهي تصف ديونسيوز بقرني ثور والحقيقة ان هذا الرمز اسبق من اليونان عند العراقيين القدماء ورحلت الكاتبة باسلوب ممتع مع صفاته الاسطورية وتجبره في البدء والصراع من اجل الخلود وتحوله الى محب كبير والى معنى الصداقة ومرارة فقدان الصديق والشعور بقساوة الموت وعدم القدرة على الخلود كما هي الٱلهة كما اشارت الى التناص في صراعه مع خمبابا في ملحمة هوميروس  في ما نيلا وهو يصارع هيكتور عن طريق اغاممنون ثم تخلص الى عدة ابعاد من هذه الملحمة بعد استعراض جانب الشهرة المبكرة في حياته الاستبدادية وجانب التحول الى خير الانسانية في السلوك  والابعاد هي : 

بعد ديني 

بعد تربوي

بعد سياسي

بعد اخلاقي

بعد اجتماعي

بعد نفسي

بعد اقتصادي

وقد شرعت بشرح تفاصيل ذلك واشارت الى قضية الموت المؤلمة والاحساس بالفناء لدى كلكامش 

(كيف اهدأ ويقر لي قرار

وصديقي الذي احببت صار ترابا 

وانا ..افلا أكون مثله فاضطجع ضجعة لا اقوم من بعدها ابد الدهر ؟ )

وقد كان لاتونبشتم الحكيم دور ايضا وهو دور يرمز الى الاسطورة من ناحية والى سذاجة كلكامش من ناحية اخرى فيدله بعد تأثير زوجته عليه الى عشبة الخلود ,وتناولت شخصية انكيدو المعادل الموضوعي لكلكامش وقد مهد خلقه لثلاثة اشياء هي : 

ذريعة ظاهرية لصراع البطلين 

خلق رفيع بدوي وتعاون مع كلكامش في مغامراته 

اتخاذه صديقا يكون كبش فداء ليقلب حياة كلكامش ويدفعه بعنف للبحث عن الخلود 

وقد اختارت الكاتبة اجمل المقاطع التي تنم عن عمق المأساة في فقد المحبوب (يا صديقي اشعر بالعبرات تخنقني

لقد تراخى ساعداي

واستحالت قوتي وهنا )

وفي الحديث عن الثور السماوي 

اختارت (رق قلب كلكامش وكاد يبقي عليه ولكن صديقه انكيدو حرضه على قتله فقتلاه وقطعا رأسه  قطع فخذ الثور السماوي الايمن وقذفه بوجهها وقال : لو امسكت بك لفعلت بك مثلما فعلت به   مخاطبا عشتار _ )

(يا صاحبي لقد حلت بي اللعنة فلن اموت ميتة رجل في ميدان الوغى ) وفي الحديث عن عشتار ترسم الكاتبة شخصية عشتار المتناقضة فهي الجامعة لرقة المشاعر وخشونة الحرب ولقد صورت مشهد اغرائها بالرجوع الى الملحمة بعد اعتراض كلكامش في الطريق 

(فستقبل قدميك العتبة والدكة

سينحني خضوعا لك الملوك والحكام والامراء) فيكون رده (انت نعل يقرص قدم منتعله..اي من عشاقك من احببته على الدوام ؟ اي من رعاياك من ارضاك دائما ؟ ) 

ثم تستعرض الباحثة مافعلته بطير الشقراق والاسد والحصان غدرا

واظهرت قوة شخصية عشتار فهي المتمردة على الاله ٱنو والتهديد بايقاظ الموتى كماصورت دورها الاقتصادي واهتمامها بالثروة الحيوانية ،ولقد بكت ثورها السماوي الذي قتله كلكامش وانكيدو لتحل لعنة الموت بعد ان حرضت المجلس الالهي للانتقام منهما ومع هذا فان عشتار بعد الطوفان تتحول بعد ان رأت الكارثة الى ام حنون تبكي اولادها والحزن يقطع احشاءها والدموع تنهال ندما على ما نطقت به امام الٱلهة وترى في شخصيتها ان التناقض فيها حالة طبيعية فهي ابنة اله القمر وهي في الوقت ذاته امرأة حساسة مضطربة الشهوة وقد عزا العلماء اضطراب المرأة وتناقضاتها الى اضطرابات الرحم لذلك كانت عشتار صورة صادقة للمرأة العالمية 

وعرجت الكاتبة على شخصية اوتونوبشتم الذي يؤمن بموت البشر وهو المعادل لشخصية النبي نوح في الطوفان ,ليدل كلكامش على عشبة الخلود تحت تأثير زوجته عليه ويتم وصف الطوفان بالقول في الملحمة 

تخل عن مالك وانشد  النجاة 

انبذ الملك وخلص حياتك واحمل في السفينة بذرة كل ذي حياة 

صار الاخ لا يبصر اخاه 

ولا الناس يميزون في السماء 

وحتى الٱلهة ذعروا من عباب الطوفان ) ودون الخوض في التفاصيل فان الٱلهة تمنح اتو نبشتم وزوجته الخلود وفي الحقيقة كان اتو نبشتم حاقدا على كلكامش ثم يعود كلكامش الى اوروك بعد ان اغتسل ولبس ثيابه الجديدة (واصبح ابيض كالثلج بعد ان كانت الاوساخ تغطي جلده )  اما شخصية البغي فانها علمت انكيدو الحضارة بعد ان واقعها وقد علمته فن المرأة (لقد كانت بالفعل معلمة مثيرة تمكنت من غسل دماغ انكيدو واقتلاعه من مجتمعه (كل الطعام يا انكيدو فانها سنة الحياة واشرب الشراب القوي فهذه عادة البلاد )ثم تطرقت الى  ننسون الملكة العظيمة والبقرة الجليلة والدة كلكامش الحكيمة وقد اشارت الكاتبة بذكاء الى اسمها وهو ريمات الذي يعني الريم المرتبط بسرعة الحركة والجمال والرشاقة والتمنع وبعد المنال كما اشارت الى حكمتها وقدرتها على تفسير الاحلام والى تضرعها من اجل كلكامش وهو امر عالمي جسدته الاساطير القديمة من اجل سلامة ابنها في التضرع الى الٱلهة .

واستمرت الكاتبة في وصف الشخصيات المهمة والتي لها طابع مميز او خاص فشملت سيدوري في الوصف وهي صاحبة الحانة وٱنو كبير الٱلهة الذي يعني اله السماء وملك الٱلهة وانليل اله العواصف والجو والهواء الذي امتاز بالعنف والتدمير وهو كاره للبشر ويمتاز بسياسة ودهاء اما ايا فهو ابن انليل وشمش اله العدل والحق والشرائع وسين اله القمر وهو ابو الالهة عشتار وكذلك وصفت اورورو ٱلهة النسل والاخصاب وواهبته وتطرقت الى خمبابا الوحش الذي قتله كلكامش في غابة الارز رغم قوته الخارقة كما وصفت الثور السماوي الذي ارسلته عشتار للنيل من كلكامش ولكن كلكامش قضى عليه ويرمز الثور السماوي الى انحباس المياه

في الفصل الثاني تطرقت الكاتبة الى الجانب السايكولوجي في تحليل شخصيات الملحمة  متطرقة الى مفهوم الشخصية وجذره اليوناني الذي كان يعني القناع الذي تلبسه الشخصيات في التمثيل  واجادت التطرق الى الجذر اللغوي  فكان المعنى في كل الاحوال الارتفاع عن الٱخرين او ما يلفت النظر من خلال الجسد الضخم , ثم تطرقت الى تعاريف متعددة عند المفكرين وعلماء النفس كالتنظيم المنسق والدينامي لصفات الفرد الجسمية والعقلية والاخلاقية والاجتماعية وناقشت عدة تعريفات ثم تطرقت الى ثلاثة اتجاهات في نظريات الشخصية 

اولا : نظريات تستند الى الحتمية التكوينية (النظرية الكلاسيكية او نظرية السمات التي تعتمد السمة الاساسية والمركزة والثانوية ,والفرويدية الكلاسيكية المعتمدة على ثلاثة اسس هي : الهو والانا والانا الاعلى

ثانيا: نظريات تستند على الحتمية البيئية (النظرية السلوكية /بافلوف/ثورندايك , نظرية التعزيز المستندة الى الحافز والدليل والاستجابة والتدعيم ),

ثالثا: نظريات تستند الى الحتمية التفاعلية /الفرويدية الجديدة ,النظريات السايكولوجية الاجتماعية  ,نظرية اريك فروم ،المعتمدة على الحاجات التالية : 

الانتماء 

التعالي

الارتباط بالجذور

الهوية 

الحاجة الى اطار توجيهي )

تطرقت ايضا الى مفهوم الشخصية المسرحيةمشيرة الى الملاحظات الاربعة التي ذكرها ارسطو وهي : 

ان تكون الشخصية المسرحية فاضلة 

الملائمة 

تمتلك تشابها مع شخصيات الحياة الاعتبارية 

ان تكون متناسقة في افعالها وتصرفاتها 

....ثم تناولت مفهوم الشخصية المحورية والشخصية الثانوية والشخصية الساندة  التي تقوي الشخصية المحورية وتكشف عنها وشخصية الرسول المحركة للفعل الدرامي

في الفصل الثالث تناولت الكاتبة الجوانب الفكرية والتربوية لملحمة كلكامش  فعرفت الفكر الذي هو اعمال العقل في مشكلة ما والفكرة الصورة الذهنية لأمر ما وفكرة الخير والشر وفكرة الزمان والمكان رأي خاص ووجهة نظر ثم تطرقت للمفهوم الاصطلاحي بما يفيد موضوعها وكذلك فعلت بمفهوم التربية خائضة بتفاصيل ذلك لتصل الى مفهوم الملحمة التي تحتوي على مجموعة اساطير لتسبر غور معناها بتفاصيل المعاني والمصطلحات ثم تناولت تفاصيل التحولات التربوية في شخصية كلكامش الذي كان انانيا مستبدا ليصبح صديقا محبا وعطوفا على الشعب بعد صدمة الموت والفناء حيث اعطته درسا اخلاقيا وتربويا حول هذه الشخصية الى الجانب الايجابي لفعل الخير وقد ذكرت الكاتبة رموزا مهمة في التحول السلوكي التربوي لدى انكيدو ولقائه مع البغي واكتشاف الحضارة في السلوك بعد تعرفة الى الانثى كما تطرقت الى علاقة كلكامش بننسون امه وعلاقته مع عشتار التي رفض اغراءها بسبب تعاليه من ناحية وتناقض عشتار من ناحية اخرى

كما تطرقت الى رئيس الجوقة ووظيفته والشخصية الممتلئة ودورها الفاعل في الحدث المسرحي والشخصية السطحية وهي عكس الشخصية الممتلئة والشخصيات الغائبة الحاضرة او اللامرئية ولكنها تملك حضورا محوريا ورسمت الكاتبة صورة الشخصية التأملية والشخصية المحرضة والفاعلةوفي تداخل ابعاد الشخصيات لخصت الكاتبة قراءة الشخصية بثلاث كيانات :

الكيان الحسي الذي يضم (الجنس,السن,الطول,لون الشعر والعينين والجلد ,الهيئة ,المظهر الجمالي,العيوب الجسدية ,الوراثة )

الكيان الاجتماعي ويضم (الطبقة الاجتماعية ,العمل,التعليم,الحياة المنزلية,الدين ,الجنس،المكانة في المجتمع ,المشاركات السياسية  ,الهوايات المختلفة )

الكيان النفسي ويضم (الحياة الجنسية ,الاهداف الشخصية , المساعي الفاشلة , المزاج والطباع  ,ميوله في الحياة ,الانبساط والانطواء ,قدراته 

وقد تطرقت الى مسرحيات عديدة في هذا الشأن معروفة مثل مسرحيات شكسبير وبراندلو وٱخرين كما تطرقت الى الجوقة وهي مجموعة من الشخصيات المتماثلة الابعاد والتي تمتاز بوحدة ٱرائها وتعليقاتها ومواقفها من الاحداث والشخصيات موضحة خصائصها في النقاط التالية : 

١_ان الشخصيات التي تقوم بادوارها في المأساة هي في العموم من طبقة اجتماعية دنيا 

٢_ان اعضاءها في اغلب الاحايين حذرون محتاطون تحمل عباراتهم معاني الاحترام لمن يخاطبونهم 

٣_ان الفئة التي تمثلها الجوقة تتجه الى الٱلهة اتجاها فطريا يفوق اتجاه الابطال لتثبت انها وسيط بين الٱلهة والابطال والجماهير 

٤_تسلك الجوقة سبل الحواشي الملكية بالنسبة للبطل 

٥_ان مرجع الانتقال والتنظيم في الجوقات يحقق الانسجام بين الجوقة والاشخاص  الذين ساهموا في المأساة تحقيقا يكفل جمالها وتأثيرها في النفوس 


في الفصل الرابع تناولت الكاتبة مفهوم التناص لغة واصطلاحا حيث تطرقت الى جذور هذا المصطلح مشيرة الى الروائي الروسي باختين الذي اتى بمفهوم الحوارية وكان التناص واحدا من مصطلحات الحوارية وقد وجدت جوليا كريستيفا ضالتها في هذا المصطلح كما اشارت الكاتبة الى تودوروف والى رولان بارت الذي قال بمفهوم الكتاب الاكبر اذ عد كل نا يحدث من تناص هو استمرار لهذا التناص واهم ماةفي هذا المصطلح انه جر الى مصطلحات اخرى مثل الادب المقارن والسرقات الادبية وغيرها وقد تطرقت الكاتبة الى ٱراء نقدية لهذا المفهوم متناولة الناقد ميخائيل باختين الذي اشتهر فيما بعد مناقد تفكيكي اذ عقد مقارنة بين النص الادبي وبين الكرنفال المتعدد الثقافات وقد اشار الى ان الكلمة هي الكائن الحي المليء بالاضطراب  فهو متغير المعنى بحكم الحركة وتداخل الثقافات واهم ما توصل له استحالة وجود نص نقي 

وتطرقت الكاتبة الى انماط التناص عند تودوروف وهي كما يلي : 

التناصية 

المناص : مجموعة العلاقات التناصية التي يتبعها النص مع النصوص السابقة 

الميتانص :,(علاقة التعليق التي تربط نصا بٱخر يتحدث عنه دون ان يذكره )

النص اللاحق : (الاتساعية في النص السابق )

معمارية النص : النمط الاكثر تجريدا وتضمينا )

اما النص المتسع فهو من مسميات جينيت وهو على نمطين :

التحويل غير المباشر والتحويل المباشر 

اما ٱليات التناص بحسب لوران جينيه فهو في النقاط التالية : 

التحقيق

التحويل 

الخرقي (الانقلاب على معنى النص ) 

التضمين 

التلفيظ (تحويل النص الصوري الى لفظي مثل الخطبة تتحول من السماع الى اللفظ )

الخطبة 

الاجترار 

الامتصاص

التمطيط 

(الاتاكرام ,الباراكرام ,التكرار ,التصحيفية الشرح ,الايجاز الذي ينقسم الى طريقة داخلية وطريقة خارجية عن طريق التلميح والاقتباس والتضمين والترجمة ) 

وقد جاء جاك دريدا بمصطلح الاقتطاف  وقد تناولت الكاتبة ٱراء متعددة لكل من ميشيل فوكو القائل الكتاب الاكبر هو الارشيف  وروبرت شولز وليتش اما العرب فقد تطرقت لٱراء شجاع العاني ومحمد مفتاح ومحمد بنيس وعبد الله الغذامي وصبري حافظ  وغيرهم 

وقد تناولت التفاعل النصي لدى سعيد يقطين الذي حاء بعدة اشكال : المناصة (سياسية ,دينية ,تاريخية ) والمناصة الداخلية تعتمد المماثلة والمعارضة والتفسير )

التناص : يعتمد التضمين عند جلال الخياط بين المباشر وغير المباشر 

الميتانصية : علاقة نقدية ) (تناص مقصود وغير مقصود ) 

وعند باختين هناك تناص خطي (تعالق النص مع خطابات الٱخرين ليحيط خطاب الٱخر بخطوط ) 

وتناص تصويري (تناص من النوع الخفي ) والتناص عنده ايضا كالتالي : تناص تهجيني 

تناص حواري 

تناص مضموني 

تناص خفي ومستتر 

تناص استشهادي 

تناص اسلوبي 

تناص مفرداتي 

تناص بلاغي )

اما اشكال التناص فقد تطرقت الكاتبة الى  التناص الذاتي والتفاعل النصي الداخلي معاصرة )والتفاعل النصي الخارجي (قديم )

وفي الفصل الخامس قامت الكاتبة بقراءات تناصية في نصوص مسرحية عراقية وقد اختارت النصوص التالية : 

من اجل انكيدو / ناجي كاشي 

البحث عن السيد كلكامش / محمد سيف 

عندما يرقص الاطفال / صباح الانباري 

ثم خلصت الى جداول ذكرت فيها التناص بعد تحليل النصوص  والاشارة الى تناصاتها ,على شكل نسب التكرار للابعاد المختلفة.