بحث

Translate

 

الانسحاب المُنقِذ | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


الانسحاب المُنقِذ | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
الانسحاب المُنقِذ | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم، 

الانسحاب المُنقِذ : 

تُرى ما الذي يدفعني للبقاء في عالم لا يُشبهني ، لا يمثِّل تطلعاتي ، اهتماماتي ، ميولي ؟ ، لِمَ لا أنسحب مُحاوِلة إيجاد بعض الأشخاص الذين يشاركونني أحلامي ، يمدونني بالطاقة اللازمة في أوقات العثرات والأزمات والنكبات والبلاءات ؟ ، لِمَ أقبل أوضاعاً لحين إشعار آخر وما هو هذا الإشعار وكيف ومتى يتحقَّق ؟ ، لِمَ لا ينأى المرء بنفسه عن تلك الأماكن التي تسبِّب له مزيداً من الإزعاج والتوتر والارتباك والفوضى ألا تَكفيه تلك الفوضى العارمة التي تَضُج داخله وترُج كيانه في كل وقت وحين ؟ ، أَلن يَكُف عن تعذيب نفسه بالبقاء في تلك الأماكن والظروف التي لا تناسبه من أجل نيل رضا الآخرين ولو على حساب نفسه ؟ ، أَلن ينظر لذاته ولو لمرة واحدة محاولاً تحقيق الرضا النفسي الذي يجلب إليه بعض الهدوء ولو لبِضع لحظات بل متى يهنأ بحياته ما دام مجبراً على الرضوخ لأمور لا تناسبه طيلة الوقت وكأنه استلذ الأمر أو لم يَعُد راغباً في التمرُّد عليه أو لم يَعُد يملِك الطاقة الكافية لمزيد من الجدال والنقاش الفارغ الذي لا يُسفِر سوى عن مزيد من الضجيج والجلبة والصخب بلا طائل ؟ ، ألا يُعَدُّ هذا استسلاماً أو أنه قد اعتاد الأمر ولم يَعُد ينشغل بتغييره أو إصلاحه بعض الشيء ؟ ، فمَنْ يتَّبع هذا المنهاج يعيش عمره تعيساً فلا هو حقَّق مُراده ولا أرضَى الجميع فهي غاية لا تدرك بِحَقْ ، فعلى المرء أنْ يتَّبع حَدسه وما يُرشده إليه قلبه فحَسب دون التأثر بآراء الآخرين أو تنفيذ رغباتهم التي لا تَمُت لرغباته بأي صِلة ولا يصح أنْ يظل يحقِّق رغبات الآخرين إلى أنْ يجد أن عمره قد انقضى هدراً دون أنْ يحقِّق فيه شيئاً يُذكَر ويخلِّد اسمه عقب رحيله ، فتلك هي معادلة الحياة التي يصعُب على البعض إيجاد حل مناسب لها فتُسلَب حياتهم عِنوة دون أنْ يتركوا أي أثر …



 كان ياما كان | بقلم الأديب المصري د. طارق رضوان جمعة 


كان ياما كان | بقلم الأديب المصري د. طارق رضوان جمعة
كان ياما كان | بقلم الأديب المصري د. طارق رضوان جمعة



في ليلٍ ساكن، كـان ياما كـان، و يُـحكى أنّ ، و في ذات لـيله. جميعُـها  بـدايات لحكايات جدتى ... لأقصـوصات، تعلمت منها الكثير. وماتت جدتى وأفتقدت حنانها ولم يعد للروايات معنى. ذهبت وأوصـدت الأبــواب خلفُــها. وتركت لى ذكريات أرويها لأبنائى وأحفادى. فهنا قصة قصور حيث يولد الملوك ولا يولد السلام، حيث كل حجر بمثابة مطبخ سياسى عتيق يأبى أن يبوح بأسرار التاريخ. فراعنة وأنبياء، ومعابد وكهنة ورائحة البخور تفوح فى المكان ونجوم تتلألأ فى سماء صافية وأضواء المشاعل تتراقص فوق الجدران. هذه سندريلا وهذا الشاطر حسن. وتلك حكايات أبلة فضيلة فى الصباح. فى روايات جدتى، عشت مع الملك مينا موحد القطرين، وصافحت أخناتون…أي روح آتون... إله الشمس. وهو من دعى للتوحيد. فحين يحارب الإنسان معبد الزمن، إما أن يولَد نبيًا…أو يُمحى كأنه لم يكن. أن كل شمس تُنبت ظلًا، وكل ثورة تترك خلفها قلبًا صغيرًا يتعلّم السير فوق رماد عظيم. ومات اخناتون أو قُتل. وورث أبنه العرش... 

توت عنخ آتون — ابن النور، ووريث حلم لا يملك كفّين تحمله. لم تفهم عيناه لماذا يبكي الناس حين تغيب الشمس، ثم يهمسون حين تشرق. يلعب بين الأعمدة، يضحك كأن العالم لا يختبئ خلف الأبواب، ولا يدري أن كل ضحكة طفل هي تحدٍ مكتوم لقلوبٍ تشتعل حقدًا على أبيه. كان أخناتون ينظر إليه أحيانًا كمن يرى جزءًا منه لم يكتمل، ويتحسس رأسه الصغيرة وكأنه يعتذر عن معركة لم يخترها الأبن ... وعادت سطوة الكهنة  التي امتدت للطفل الذي وقف حائرا أمام عرشٍ أكبر من طفولته. كان اسمه طويلًا كحلم أبيه: توت عنخ آتون. لكنهم رأوا في اسمه خطرًا وخطيئة… فشقّوا الاسم كما تُشق الروح، ومحوا الشمس منه ..ليظهر باسمٍ آخر: "توت عنخ آمون..."

لم يكن صراعًا بين دينين، بل بين معابد عتيقة وسماءٍ أرادت أن تُنشد لحنًا واحدًا.

صار الطفل ملكًا… لكنه ظلّ ضيفًا في قصره، يمشي بين التماثيل كمن يخاف أن تلتهمه الأحجار، ويبحث في الهواء عن نفسٍ من أبيه، كأن النور تركه قبل أن يتعلّم لغة الضوء. كان يسمع الليل يتهامس عن أبيه: "ذاك الذي جرّب أن يرفع الحقيقة وحده، فسقط وحده." ونام توت عنخ آمون في أحضان الأرض، وانطفأت ممالك، وتكسرت تيجان، وأصبح الكهنة الذين محوا اسم أخناتون غبارًا . وبعد قرون خرج الطفل من نومه الأخير، وظهرت مقبرة توت عنخ اتون، ليس ملكًا خائفًا، بل أيقونة، شمس تنير الطريق وتعلم العالم أجمع معنى الخلود والتوحيد.

هكذا تعلَّم التاريخ درسًا واحدًا لا يشيخ: قد تهزم الحقيقة يومًا…لكنها لا تموت. حتى وإن دفنوها. لم ينتصر أخناتون في زمانه،

لكن الزمن نفسه عاد وانحنى له. ولم يعش توت طويلًا،

لكن موته كان حياة ثانية لنورٍ حاولوا خنقه.

وهذا سيدنا النبى محمد عليه وعلى أنبياء الله الصلاة والسلام يوصى أبو هريرة بحراسة زكاة الفطر والتي كانت عبارة عن تمر وقمح وغيره من الحبوب.

وفي ليل يوم سمع أبو هريرة صوت في المكان  الموجود فيه الأكل فدخل بهدوء ليرى ما الأمر، فوجد رجل يغترف بيده من  التمر بدون أي إستئذان، وحين رأى سيدنا أبو هريرة أمامه أصابه الذعر. واراد أبو هريرة أن يسلمه للنيى- صلى الله عليه وسلم- حتى يُحكم عليه بحد السرقة، فما كان من الرجل إلا أنه تظاهر  بالحزن وقال أن شدة فقره هى ما دفعته للسرقة فهو أبا لأطفال جوعى ووعد الرجل أبو هريرة بألا يفعل هذا مرة أخرى. فعفى عنه أبو هريرة.

 وذهب أبو هريرة للنبى فوجد النبى يسأله عن هذا الرجل:  " ما فَعَلَ أسِيرُكَ البَارِحَةَ؟" فتعجب ابو هريرة لأنه لم يحكى أى شىء للنبى. 

فنظر سيدنا النبي لأبى هريرة  وقال إن الرجل  كذاب وإنه سيعود مرة أخرى ليسرق بالليل، قال صلى الله عليه وسلم:"أَمَا إنَّه قدْ كَذَبَكَ، وسَيَعُودُ".

وبما إن سيدنا النبي صادق لا يكذب أبدًا ولا ينطق عن الهوى؛ فأبو هريرة اتأكد إن الحرامي سيعود ليسرقه مرة  أخرى. وبالفعل عاد السارق وكرر نفس الوعد مع بكاء شديد وبنفس الأعذار. وعفى عنه أبو هريرة للمرة الثانية.

وذهب أبو هريرة فى الصباح   لسيدنا النبي، فسيدنا النبي سأله عن الرجل وقاله:" ما فَعَلَ أسِيرُكَ البَارِحَةَ؟"فأبو هريرة قال له إن الحرامي رجع فعلًا واقسم إنها أخر مرة ولن يعود للسرقة، فسيدنا النبي قاله إن الرجل كذاب وسبعود لثالث مرة ليسرق. أَمَا إنَّه قدْ كَذَبَكَ، وسَيَعُودُ"

فما كان من أبى هريرة إلا أنه إختبأ وراقب المكان وفعلًا اتى اللص وبدأ يسرق للمرة الثالثة. وهذه المرة أصر ابو هريرة أن يأخذه للنبى، فقرر الرجل أن  يتفاوض معه مقابل إنه يطلق سراحه ؛فقال أتركنى فى مقابل أن أعلمك  شىء تفيدك؟ فقال : "إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيّ، فإنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبَنَّكَ شَيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ"وتركه ابو هريرة. وفى الصباح حين ذهب أبو هريرة للنبى قال له النبى- صلى الله عليه وسلم- :"أَمَا إنَّه قدْ صَدَقَكَ، وهو كَذُوبٌ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أتَعْلَمُ مَن تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يا أبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: ذَاكَ شَيطانٌ". فاذكروا على اى شىء اسم الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وَأَغْلِقُوا الأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا". وقال صلى الله عليه وسلم:"إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم". 

رحم الله موتانا موتاكم وأجدادى وأجدادكم .




ق. ق | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك 


ق. ق | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك
ق. ق | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك 


ق. ق

رأسي

في المساء أدخل للنوم

ولكن أسأل عن فقراء الشارع

ومحتاجي الحي

أحاسب المقصر

وألعن الخائن

أقيم ثورة وأعلن العصيان

أنا ثورجي أنا إنسان

أسرق من أجل الفقراء

والمساكين

أقيم العدل

وأبحث عن الجوعى

والمعتقلين ورجال الطريق

وأبناء السبيل أوزع ما معي

وأكتفي بالجوع

أعرف جيدا طعم الجوع

ورغيف هو كنز الإنسان

وأشارك الثوار وأقذف الزعماء الورق

بالطباشير والألوان السوداء

أعرف الفرن والنار والخباز

كل هذا وأنا أبحث عن رأسي

عله فقط يغفو

أو يرتاح

ينام قليلا قليلا

أدفع ثمن رجولة النهار المزيف

يعلن الفجر عن الصلاة

أبكي أبكي

لعلي يوما أعرف الفرق بين

الموت والحياة




 

مشاعر الحب العذري | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


مشاعر الحب العذري | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
مشاعر الحب العذري | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم، 

مشاعر الحب العذري : 

لن أنسى ذاك الحب الذي اقتحم القلب بَغتة ولو عِشت تجربته آلاف المرات ، ذاك الاندفاع الذي يجرفك تجاه مَنْ تحب دون أنْ تسمح للعقل بالتدخُّل ، تلك المشاعر التي طرقت بابه دون إنذار مُسبَق ، تلك العواطف البريئة ، النظرات الخاطفة ، اللمسات الحانية ، تلك الخِطبة التي حدثت للتو دون تخطيطٍ جبار ، تلك السعادة التي غمرت القلب ، ذاك الدفء الذي سرَى في الوجدان ، ذاك الخوف الذي تبدَّد دون رجعة ، تلك السكينة التي هدَّأت نفسي بعد عواصف اضطراب أصابتني قبل الوقوع في هذا الحب العذري ، تلك الطمأنينة التي كنتُ أبحث عنها لليالٍ طوال ، تلك المودة والرحمة التي وعدنا الله بها ، فقد تحقَّقت فيك كل الأحلام التي حسبتها مُحالة ولطالما أرَّقت القلب وأَنهكته وما كان لها بد لو كنتُ على علم بمفاجأة القدر لي ولقد صِرت أُسدي النصح الجميع بألا يتعجَّلوا مشاعر الحب فلسوف تنجذب إليهم في وقتها المناسب دون أي تدخُّل منهم ...





سكينة | قصة قصيرة بقلم الأديب المصري علاء عبد الستار 


سكينة | قصة قصيرة بقلم الأديب المصري علاء عبد الستار
سكينة | قصة قصيرة بقلم الأديب المصري علاء عبد الستار 



ذهبت لقراءةِ الفاتحةِ على قبرِ صديقي الذي غبت عن زيارته منذ فترة طويلة، فالحياة أخذتني في محطاتها المتعددة


 دخلت المقابر، لكنها لم تكن مثل أي مرة سابقة؛ فلم أعد أميز الوقت بين الساعات والأيام، مع كل السحب الرمادية التي كست السماء كحجاب ثقيل يخفي الشمس وينبئ بعاصفة قادمة. والأعجب أن القبور تكاد تكون خالية تمامًا من الزوار، كأن العالم نسي أهله، حتى حارس المقبرة لم أجد له أثرًا، ولا صوت خطوات أو همسة تحيي المكان.


سابقت خطواتي على الماء المبلل الأرض، ورغم أن كل ما حولي مريب 

 الجو البارد، والصمت المثقل،

 إلا أن سكينة غامضة كانت تملؤني، كأن المكان يحمل سرًا يدعو للهدوء والتأمل. توقفت أمام قبره، والحجر البارد يحمل اسمه بحرفية باهتة، فقرأت الفاتحة بصوت هادئ يتردد في الفضاء، ثم أتيت بعدة آيات من سورة البقرة، تتدفق الكلمات كماء يروي الأرض اليابسة.


فجأة، شعرت بيد دافئة تربت على كتفي من الخلف، قلبى يخفق بشدة. 

أدرت وجهى

فإذا به صديقي الذي توفى، وجهه مضيء بهالة ساحرة، وعيناه تحملان هدوءًا عميقًا. قبل أن أفتح فمي بكلمة، بادرني بصوته الهادئ والمألوف:


«انتظرتك طويلًا يا صديقي، أين كنت؟»


#علاء_عبد_الستار




 كذبة أنيقة | بقلم الأديب المصري د. طارق رضوان جمعة 


كذبة أنيقة | بقلم الأديب المصري د. طارق رضوان جمعة
كذبة أنيقة | بقلم الأديب المصري د. طارق رضوان جمعة 


قد تدفعنا مطرقة الوحدة وسندان الإتهام إلى البحث عن الأمان و الاحتواء والاستقرار فى عيون من حولنا. فمن العيون حضون، ومنها الكهوف وفيها الحصون. يقولون أن بداخلها اسرار السعادة والشجون، وأن لسكون العيون حكايات وروايات وفنون. فمن العيون ما يسهُل قراءتها مثل الكفوف، ومنها ما يصعُب قراءتها لما تلمس فيها من ألم وخوف. وهنا العيون السارقة، وهناك عيون خارقة وحارقة. وترى عيون آمنة هادئة مطمئنة. ولو تعلمون فكل العيون أعز وأغلى مما أُتى قارون. فالعيون لدراسة علم النفس فروع وألوان وغصون. وكم من عيون عاهدت وخانت، وكم من عيون أحبت وصانت. 

هل سألت نفسك يومًا عن سر الرحمة والحنان والحب تجاه إنسان أو حيوان أو نبات؟ تلك الرحمة التي تراها فى العيون ليست عطاء منك يمكنك التحكم فيه، بل هى هبة ومنحة ربانية اختصك الله بها تجاه مخلوق من مخلوقاته لتشمله برعايتك ولتحتوى احتياجاته. الله هو من أراد لقلبك أن ينبض ويدق بمحبة، والرحمة نعمة من الله، والحب هبة السماء بين عباد الله. وحين تحب من لا يستحق فلا تندم، بل لك أن تفتخر لأن لك قلب نقى. تلك إذا ليست خسارة لك بل هى فوز وتميز، فالله يريد أن يجدد روحك ويطهرك من الحقد والغل والكراهية. 

الحب هو س؟سُنة الكون لتطهير النفس البشرية بل لا يقتصر على بنى الإنسان ، إنه موجود بين سائر مخلوقات الله. الحب هو صفة من صفات الرحمن الرحيم. وأرى أن غياب الحب هو غياب السماد عن الأرض. فغيابه يفسد زرع المجتمع ومبادئه، ويخلق من التناقضات ما يفوق السجن الواسع، فتنقلب الموازين وترتفع رايات المنطق الأعوج. غياب الحب عن الساحة يجعل المجتمع يمنح باليمين ليأخذ باليسار. فإذا كان المجتمع يدعو لإستقلال المرأة، فلماذا يتهمها بالإباحية  والإنحلال حين تنجح؟! وإذا كان المجتمع يُظهر رحمة فيدعم وينادى بحق الأرملة فى الزواج، فلماذا ينكر عليها ذلك بعد زواجها ويقول بأنها غير وفية لزوجها السابق؟!

كثير من الحقوق صارت هكذا بين المطرقة والسندان.  هذه التناقضات تحدث ليس بهدف تطوير المجتمع، ولكنها مجرد تحميل لوجهة المجتمع بشعارات كاذبة وتقاليد موروثة بالية. فنحن نعيش توتر بين ما يُقال وما يُفرض.

هناك ظاهرة يخجل البعض من التحدث عنها رغم أن شبكات التواصل الإجتماعى أظهرتها وبوضوح وصارت تؤرق غالبية منازلنا وهى أزمة منتصف العمر أو ما يسمى بالمراهقة المتأخرة. فلماذا يبحث الزوج عن علاقة عاطفية مع إمرأة أخرى غير زوجته؟ ولماذا تبحث الزوجة عن رجل أخر غير زوجها؟ الأمر ببساطة هو غياب لغة الحوار بينهما. وغياب الحوار يؤدى لفقدان الصراحة والوضوح. فصار الأزواج غرباء تحت سقف واحد. هى لا تبحث عن حب جديد بعد مرور كل هذه الأعوام من حياتها وكذلك الرجل، لكنها  تسال نفسها ماذا حصدت من إهتمام وتقدير بعد كل هذه السنين؟ ومن صادق فى الإهتمام بها؟ فتجد أنها لم تحصد ما يكفى. الإهتمام هنا ليس رفاهية، والحوار بين الأزواج يعف ويحمى من الإنزلاق  لتجربة عاطفية غير مدروسه. الحوار ضرورة وتصالح  نفسي.

والقلب يحتاج إرتواء كما يحتاج الجسم الهواء والغذاء. المراهقة المتأخرة ليست نزوة بل هى أعمق من ذلك، هى ثقب نفسى عميق يحتاج للترميم، ولابد من سرعة العلاج.

دعونا كأزواج نرفق ببعضنا البعض ونصارح بعضنا بما نكره وبما نريد. دعونا نجعل من محنة المراهقة المتأخرة منحة للتقارب. 

أرى أن على شريك الحياة أن يُقدر صراحة الطرف الآخر ويدعم ضعفه واحتياجاته. لابد من الشفافية حتى يرى شريك الحياة دواخل الطرف الآخر فى جو من الأمان بلا خوف من استغلال هذا ضده أو الخوف من النظر له بشكل منقوص. ليكن شعارنا " لا تخن قلبى فالعمر لم يعد يحتمل الخذلان"

 

كفتين | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى 


كفتين | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى

كفتين | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى 





ميزانُك مثقالُ حُب

وميزاني يُعَدِّلُ كفَّتَين


لم تَركَنْ لوعدِك

ولم أُراهِن عليك


أسْرجتُ قلبي دونما  

أحتاجُ مُقلتيك


لكنني أرمّم قلبي

أدوّن حرفي دون خوف


ما عاد يُربكني المساء

ولا تُغريني أصواتُ الصباح


ما عُدتُ أُواري ضحكتي

بل أهديها الرياح


#ندى_موسى



 

بوابة النجاة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


بوابة النجاة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
بوابة النجاة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم، 

بوابة النجاة : 

كانت تلك بوابة الخروج من أحزاني ، انتشلني هذا الأمر من ضجيجي وذاك الصراع القائم داخلي ، لم أكُنْ لأدري أن هناك مفاجأة في انتظاري يُعدَّها القدر لي حيث كنتُ متشائماً أكثر ممَّا ينبغي وربما هذا ما جعل الرؤية ضبابية وكأني أغشيت عيني عن رؤية أي بوادر أمل ، وحينما فتحت هذا الباب ودَلفت لهذا المكان الجديد تحقَّق ذاك الأمر الذي لطالما انتظره قلبي وكان متشوقاً إليه ، متلهفاً عليه ، لم يَكُنْ يُصدِّق في بادئ الأمر أنه قابلٌ للتحقُّق أو الوصول لأرض الواقع ، ظلَّلت متيبساً مكاني لفترة لا أعلم كَمْ استمرت ولكني كنت مشدوهاً من شدة المفاجأة ، لم تَكُنْ الأيام التي مضَت مجرد وقت يَمُرُّ مرور الكرام ولكنه كان تمهيداً لهذا الحدث الأعظم الذي كان بانتظاري ، لقد كنت مغفلاً أيضاً ، يتصدر جبهتي الغضب ، يعلو جبيني العبوس طوال الوقت بداعٍ وبدون داعٍ ، ولم أكُنْ لأعلم أن هذا الصبر الذي تحلَّيت به هو جسر النجاة والعبور للبر الآمن من تلك الحياة بعد تلك الدوامات العاتية التي مررت بها أثناء رحلتي التي لم تَكُنْ هينةً ذات يوم ، ومنذ تلك اللحظة أدركت أنه ليس هناك وقت يَمُر هدراً وإنما يكون مرحلة تشكيل لشخصيتك كي تكون متأهباً للمرحلة القادمة التي يتحقَّق فيها مُبتغاك وتصل لمُرادك الذي طالما تمنيته …