قصائد عن الشهيد السنوار جمعها الشاعر محمد فؤاد محمد
…………….
الشاعر : أحمد قنديل / مصر
ما كلُّ من مسكَ العصا مغوارا ,,
... ...... حتى يشابه بالعصا السِّنوارا
.
موسَى عصاهُ كآيةٍ من ربِّهِ
........ وعصاك يا (يحيى ) تزيل العارا
....................................
قصيدة المسبحة
الشاعر د.أحمد والي
العطرُ ، والنعناعُ ، والأذكارُ
وسلاحُك المستبسلُ البتارُ
وأنينُ مسبحةٍ توقف نبضها
ما عاد بالكف الوضيء تدارُ
ويدٌ مقطعةٌ شددتَ وثاقَها
ويشدُّ أزرَك غالبٌ قهارُ
تلك الذراعُ وقد تفتّتَ عظمُها
يرثيك فيها "جعفرُ الطيارُ"
وجبينك المقذوفُ غدرَ رصاصةٍ
علَمٌ ، بدا في رأسه أنوارُ
متكحلٌ بالطينِ ، إذ أسرى له
وحباه صفحةَ وجهه المختارُ
فترابُ قدسك لم يعد كترابنا
قسماً ، ولا ذاك الغبارُ غبارُ
دمُك الزكي أضاء ظلمةَ أمتي
قطراته في دربها أقمارُ
يروي الأماني الخضرَ في أحلامنا
وعلى شذاه تفتّح النوّارُ
والقدسُ تمسح عن عيونك حزنَها
ذبلتْ ، ولم يذبل بها الإصرارُ
وشددت بطنك بالقنابل مثلما
يوم التخندق شدّت الأنصارُ
اليوم لا ظمأٌ ولا نصبٌ ولا
جوعٌ يدوم عليك يا مغوارُ
كرسيك المقصوفُ أشرف قبلةٍ
أمّا العروشُ فدون عرشِك عارُ
مستقبلاً وجه المنية هازئاً
حاشاك يعرف دربَك الإدبارُ
تتعجب الطلقات من إقدامكم
منك الشجاعةُ تستحي وتغارُ
تشتاق وجهَ الموت شوقَ متيمٍ
والموت من ذاك الهيام يحارُ
لكنّه شوقُ الشهادةِ تنجلي
فيها الحقيقةُ ، تُرفع الأستارُ
يحيى يموت ، كذبتمو وخسئتمو
يحيى هو الطوفان والإعصارُ
لما ( الدرون) أتته تنقلُ عاشقاً
نحو السماءِ ، فكان ما يختارُ
ما حاصروه،فأيُّ شمس حوصرت؟!
والليلُ تكسرُ سورَه الأنوارُ
يحيى الذي أحيا موات كرامةٍ
في أمّةٍ حنَّت لها الأقدارُ
من بعد أن ضلّتْ سبيل نجاتها
وبغى عليها الوغدُ والسمسارُ
وسطا عليها المجرمون وأفسدوا
واستأسدوا فوق العبادِ وجاروا
حتى أتى الطوفان يفضح خبثهم
وتكشّفتْ من بعده الأدوارُ
لا سلمَ ، لا تطبيعَ ، أيةُ منهجٍ
غيرَ الجهادِ فذلةٌ وصغارُ
ولذا أعد المخلصون نفوسهم
وتواثب الأبرارُ والأحرارُ
أبناءُ عز الدين ، جندُ محمد
وبقيةٌ من صحبه أطهارُ
ولهم مع الياسين بيعةُ صادقٍ
هذي ( حماسُ ) وجيشها الكرار
عدنانُ ، والغندورُ ، وابنُ هنيةٍ
وأبو شحادةَ ، نوفلٌ ، ونزارُ
عبدُ العزيزِ وصالحٌ والجعبري
وصيامُ والمبحوحُ والعطارُ
الصانعون لأمتي أمجادها
وهمُ على صدر الزمانِ فخارُ
واليوم يا يحيى حصادُ غراسَكم
والله بشركم و" تلك الدارُ"
ويدُ الرسول تمدُّ نحوك كفّها
ويقول :مرحى جاءنا السنوارُ
الشاعرة : اآلاء مصطفى علي. / إدلب
قـتلــوكَ لــم يـدروا بـأنَّـكَ بــاقِ
في ذي القلوب وداخل الأحداقِ
لم يـعلمـوا أنَّ الشهـادة شـعـلـةٌ
لا تنطـفي...والنُّـور في الأنـفـاقِ
ياعـود مسك فاح مـنـه عـبيـرُهُ
مُـذ لاح مـنْـه الـرَّأسُ لـلإحـراقِ
يحيى...ويحيا في القلوبِ جميعها
يـبـقـى كـنـجـمٍ في ذُرا الآفــاقِ
واستشهدَ البطلُ الغضنفرُ حاملاً
أزكـى السَّلام لـسيِّـد الأخـلاقِ...
أسـدٌ هـصورٌ في المَعاركِ ثابـتٌ
لـكـنَّـه نـحـوَ الـعُـلا...... بـسبـاقِ
ومضيتَ تحملُ نحو ربي حُجَّـةً
جعلتْ جميعَ الخلقِ في إطـراق
مـتـسربـلاً بالـعـزِّ تـمضي مقبلاً
بـدمٍ ...زكـيٍّ ...طـاهـرٍ... دفّـاقِ
نـادتْـكَ جـنَّـةُ خـالـقي ونـعيمُـها
لمّـا رفـضتَ العـيـشَ باسـترقاقِ
هـا قـد أتـاك أيا (هـنـيّةُ) قابـلـنْ
(يحيى) ببسمةِ صاحبٍ وعـنـاقِ
...............
شهيد الحق
أماني العربي - مصر
المزهرون ورودًا
حيثما دعسوا
والناضحون أريجًا
حينما انبجسوا
والصاخبون..
كمثلِ الريح تحسبُهمْ
مرُّوا خفافًا
بماء الروحِ فانعكسوا
لو يسرجون جناحَ الغيم
أمنيةً
تشبُّ ملء الرؤى
من حلمهم فرسُ
غشَّىٰ العِدا قبضةٌ
من إثْرِ خطوتهمْ
ومن دماهم
رُقىٰ الأسحارِ تُختلَسُ
مسافرون..
وما للنجمِ من سكنٍ
سوى الأعاليَ
إذ يسمو بها قبسُ
وحين أهدوا
إلى الأوطان
أغنيةً
ماتوا رجالًا
وعاش اللّحنُ والنَّفَسُ
تطير العصافير
إلى الشهيد يحيى السنو ار
الشاعر أنس الدغيم
سوريا
تطيرُ العصافيرُ صَوبَ الجِنانِ
وتتركُ مِن ريشِها أدْمُعا
وتروي لنا عن نجومِ السَّماءِ
حديثاً يَعيهِ الذي ما وَعى
بأنّ دمَ الشّهداءِ مُقيمٌ
إذا ضيَّعَ الجِيلُ ما ضَيَّعا
وأنّ لكلِّ شهيدٍ وريثاً
سيحملُ مِن دَمِهِ مِدْفَعا
لقد صبغَ الأرضَ بالأرجوانِ
وفي دربِهِ للعُلى شَعْشعا
هناكَ سيلقى نبيٌّ شهيداً
ويسألُه: هل وصَلْنا مَعا؟
سيعرفُه من جِراحٍ تفشَّتْ
وأَفْشَتْ مِنَ العِطرِ ما ضَوَّعا
إلى جنّةٍ أُزلِفَتْ للكرامِ
النَّبِيّينَ، حَثَّ الخُطى مُسرِعا
توضّأَ بالمِسكِ والزعفرانِ
وصلّى على بابِها أرْبَعا
لماذا يغادرُنا الأنقياءُ؟
لتُصبحَ أيّامُنا بلقَعا
ونعرفَ أنّ الحياةَ هناكَ
أعزُّ مُقاماً ومُستَودَعا
......
الخذلان
شعر / حسني الإتلاتي
…..مصر.
لم يقتلوهُ فَجُبننا قَتَله
نحنُ الحقيقةَ لا العِدا القَتلة
مليارُنا سهروا على طربٍ
رقصوا على الألحان مرتجلة
مليارنا لا موقفا تَخذوا
والحربُ في الآفاقِ مشتعلة
لن يفعلَ الأعداءُ في الشهدا
غيرَ الذي خذلاننا فَعله
خذلاننا عارٌ يلاحقنا
لا عار إلا للذي خَذَلَه
نبكي على بطل ونمدحه
والحر ينصر في الوغى بَطَلَه
سبحان من خلق الفتى أَسدا
وبهيئة الأحرار قد عَدَله
إن مات فارسنا له بدلٌ
سيغيظ أعدانا رأوا بدلَه
ما مات من قد مات في شرفٍ
لم ينتظر في فرشه أجلَه
هل مات؟ لا ما مات سيّدُنا
الموتُ أعلن عنده خجلَه
صعدت ملائكةٌ فليس له
قبرٌ كباقي الناس يرجعُ له
ليعودَ كالمهدي إلى وطن
فيقيمُ عدلا طالما شَغَله
سبحان من سوّى لنا بَطلا
وأراهُ من فِردوسِه نُزُلَه
وسينتهي العدوانُ ذا قَسَمٌ
لن تستمرَّ القدسُ محتلة
ويجفّ دمعُ عيونِ ثاكلةٍ
إلا بدمع الفرحِ مُبتلّة
ونعودُ للأرض التي شهدت
أحلامَنا .. للسهل والتلّة
من جوعنا لا نشتكي أبدا
قوما بلا عهد ولا ملّة
من هدمنا نبني غدا وطنا
أنقاضنا للخلد مُستلّة
فئة قليل عدها صدقت
سبقت بوعد الله للقلّة
ونقول للأقصى الصلاة لنا
كمحمد بالأنبيا صلّه
كل الحلول السيف أصدقها
والسيف كل مُعقَّد حلَّه
من يستعزُّ بغيرقبضته
من كلّ بابٍ يلتقي ذُلّه
سنعيدُ للدنيا عدالَتها
فالأرضُ دون العدل مختلّة
…….
( مِنْ بَيْنِنَا كَمْ يُوْلَدُ الأحرَارُ)
حمدي الطحان
________________________
يَا أَيُّهَا الجِرْذَانُ و الأَشْرَارُ
تَبًّا لَكُمْ ، لَمْ يُقْتَلِ السِّنْوَارُ
هُوَ خَالِدٌ بَيْنَ الأَنَامِ ؛ لِأَنَّهُ
مَا خَافَكُمْ أو خَانَهُ الإِصْرَارُ
قَدْ ظَلَّ يُقْلِقُ ذِي المَضَاجِعَ تَحْتَكُمْ
إِنْ حَلَّ لَيْلٌ ، أو أَطَلَّ نَهَارُ
لَمْ يَنْشَغِلْ بِحُشُودِكُمْ و وَعِيدِكُمْ
لَمْ تُثْنِهِ دَبَّابَةٌ ، أو نَارُ
صَنَعَ المُحَالَ فَجُنَّ جُنَّ قَطِيعُكُمْ
و سَحَقْتُمُ الأَطْفَالَ ، يَا فُجَّارُ
صَارَتْ خَيَامُ اللَّاجِئِينَ وَقُودَكُمْ
و مَقَابِرُ الأَمْوَاتِ و الأَشْجَارُ
و كَذَا المَدَارِسُ و المَشَافِي كُلُّهَا
و مَسَاجِدُ العُبَّادِ و الأَحْجَارُ
سُحْقًا لَكُمْ لَنْ تَهْنَأُوا بِصَنِيعِكُمْ
أَبَدًا سَيُولَدُ هَا هُنَا الأحرار.
……
الشاعر رائد فايد البدارين
مُقْبلٌ غَيْرُ مُدْبر *******
أَيَا سِنوَارُ قَد وَاجَهْتَ قَومَاً...
عَلَى جَبَلِ البَسَالَةِ قَد أَغَارُوا
يَجُرُّونَ الهَزِيمَةَ فِي خُطَاهُمْ...
وَدَيدَنُ رَأْسِهِم مَكرٌ وعَارُ
أَرَادُوا قَتْلَ أَفكَارٍ بِشَخْصٍ...
وَلَا يَدرُونَ مَاذَا قَد أَثَارُوا
ولَا يَدرُونَ أَنَّ المَوتَ عِشقٌ...
يُدَانِيهِ الأَشَاوِسُ وَالخِيَارُ
أَيَا يَحيَى هَنِئتَ بِخَيرِ دَارٍ...
فَدَارُ الخُلدِ لِلأَبطَالِ دَارُ
سَيَلقَى جُندُهُمْ خِزيَاً وَذُلّاً...
فَقَد خَارَتْ دَقَائِقُهُمْ وَخَارُوا
……،،،،،
ريما البرغوثي- فلسطين
صبي دموعك يا عيون دماء
واسقي القفار وضمخي الأرجاء
هذي النفوس اللاهثات إلى العلا
نقشت على أرض الرباط ولاء
أرواحهم تصبو لفردوس الألى
شدوا العزائم للسماء بقاء
وتشبثوا بالعزم سطر دربهم
مسكًا يفوح على المدى أمداء
لبوا نداء الله حيث عقيدة
رسخت ففاقت في الذرى أسماء
يا راحلًا نحو السماء بعزة
رُصفت دروبك للسما أشلاء
هذي دما المستضعفين تناثرت
تكسو الخبائث في الزمان نقاء
غادرت يا #يحيى لتحيا فارسًا
مترجلًا فوق التراب فداء
لم تحن هامتك الشَّموخَ لذلهم
جبلًا مضيت وللصمود لواء
فالْحقْ رفاقك بانتظارك شوقهم
قدر البطولة أن تكون قضاء
…….،
صعود
سعيد محمد الفقيه - اليمن
اصعدْ على التاريخ يا سنوارُ
فالكلُّ بعدك شامخٌ مغوارُ
لا موت إلَّا أن يموت إباؤنا
وتظل تَحكمُ أمرنَا الأصفارُ
يحيى... الحياة عليك لفَّتْ شَالَها
حتى تعيش بمثلك الأحرارُ
لا يشبهُ الأمواتَ إلّا موتهم
مَن أبطأوا فَتنهَّدَ المضمارُ
تبقى الرصاصةُ قاضيًا وحكومةً
تقضي بما شاءت بها الأقدارُ
السرُّ أنَّك واحدٌ في سرِّهِ
ماذا ستفعلُ بعدك الأسرارُ؟
هذا الصَّغار يهزُّ فينا ويلَهُ
فنقاوم البلوى ونحن كبارُ
يا مُلهِمًا إيامنا أسماءها
ما غاب عن معناك إلَّا العارُ
ها أنت تَلتَحِفُ الخلود وترتقي
لم تثنِكِ البلوى ولا الأسوارُ
تَمتدُّ معنىً لا يُقالُ، لأنَّهُ
عَلَمٌ بكلِّ حقيقةٍ ومنارُ
البرُّ والبحرُ انتفاضةُ ثائرٍ
حتَّى النِّهاية صوتُهُ هَدَّارُ
إنْ حاصروا الدنيا فكلُّ حصارِهم
حول الحقيقة جُنَّةٌ وحصارُ
أو قام (هتلرُ) مرَّةً أُخرى ففي
أصلابِنا لظلامِهِ أنوارُ
أطفالُنا ونساؤنا كقنابلٍ
تخشى وترهبُ وقعَها الأشرارُ
ودماونا ماءٌ يسيل كرامةً
حيث الشهادة جنتان ونارُ!
ندري بأنَّ الحقَّ صعبٌ مُرْهِقٌ
وبأنَّ درب نضالِنا أخطارُ
ندري بأنَّ الموت يكمنُ بالمدى
وبأنَّ آفاق القتال غُبارُ
يبقى جِهادُ الحقِّ أسمى صورةٍ
في رَسمِها يَتنافسُ الأبرارُ
سنموتُ أحرارًا ولكن بعدنا
ستقاومُ الأشجارُ والأحجارُ
ونعيشُ أحرارًا كرامًا كلَّما
هتفَ الغزاةُ وجعجع استعمارُ
.،،،،،.،،
قصائد عن الشهيد السنوار
الشاعر : سلطان إبراهيم قصيدة : وداعا أسد الأمة
....
الأرض تعشق خطوة "السنوار"
وهتافه أذكى لهيب النار
ليث الجهاد حمى عرين بلاده
بإرادة كالصارم البتار
في كل ملحمة تراه مسطرا
سِفرا له بالعزم والإصرار
" يحيى" الأبيُّ غدا بأرضي مَعلمًا
للسائرين على خطى الأحرار
" يحيى" المغير على العدو مُصَبِّحًا
أديارهم بالجحفل الجرار
أضحى اسمه يذكي لهيب معاركٍ
وشفاء مكلوم وأمن الجار
وعلى العدا نارٌ يُصَبُّ لهيبها
فوق اليهود فيهرعوا لفرار
الله ألقى للكمي مهابة
في قلب كل معاند جبار
فرأيتهم يتهامسون بذكره
ووجوههم حملت دليل صَغَار
هو واضح في رأيه وفعاله
والصدق للمقدام خير دثار
لم ينخدع دوما بدعوى ساسة
كم صَدَّ كيد الثعلب المكار
لم ينجرف يوما وراء مطامع
لم يستجب للواهن الخوَّار
هو واحد من صفوة قادوا الفدا
وهمُ الشموس تُزينُ كل مدار
لم يهجعوا... كيف الرقاد وخصمهم
قصف الربوع ودَكَّ شُمَّ ديار؟!
هذا العدو قد استطال فما له
غير الكُماة وجحفل" الس نوار"
ما مات ليث بلادنا فهو الذي
غرس الإباء بأنفس الثوار
قالوا كثيرا: إنّه مُتترسٌ
خلف الأُسارى من وراء جدار
لكنه قد مات في ساح الفدا
بطلا وهذي موتة المغوار
"يحيى" الذي أمضى الحياة مجاهدا
وحياته كشفت أجلَّ مسار
عرف الحياة من استجاب لربه
طاب المسير مُكللا بالغار
الآن"يحيى" في الطريق منارة
وحكاية صيغت من الأنوار
من عاش منتصرا ومات مصابرا
فدماؤه تروي حقول فَخار
والأرض تنبت ما سقاه ليزدهي
روض البطولة دائم الإعطار
رباه فاقبل من يجود بروحه
عوضه بالجنات والأنهار
واجمعه في دار الخلود بصحبه
والصادقين العزم في المشوار
…. ….
" قصيدة : يحيى" الحرُّ "
....
بكى قلبي أيا "يحيى" وأنَّا
فأنت أعزُّ مَن فينا ومِنَّا
بكى رجلا تحدى الموت جهرا
فأهدته الشهادة ما تمنّى
بكى نجما تألق في سمانا
وبدرا لا يغيب الدهر عنَّا
بكى بطلا تسامى في إباء
فما خان الطريق وما تَدَنَّى
أيا "يحيى" وهذا القلب باك
ولو نال الذي قد نلتَ غنَّى
جميع الناس يُسقى كأس موت
ويحيا الحُرُّ والمخذول يفنى
مضى السنوار نحو المجد يخطو
فأخلص في الجهاد وما تَجَنَّى
فامضى عمره في الدرب يسعى
وسابق للفداء وما تأنَْى
وقد غمر اليقين القلب نورا
وبددت الحقيقة فيه ظنَّا
أعاد إلى الدُنا صفحات عزٍّ
وذكرنا بحمزة والمثنى
وما جبن الكميُّ ولا توارى
وما بالروح عند الروع ضنَّا
أيا خير الرجال اليوم بشرى
فمنك الخصم في الميدان جُنَّا
حياتك قصة للناس تُحكى
وموتك أصبح اللحن الأغنّا
دفعت ضريبة التحرير روحا
فنم واهنأ قريرا مُطمئنّا
سلام الله يا سنوار فاسعد
فإنَّ الله قد أعطى ومَنَّا
فعند الله للشهداء دار
يريح نعيمها مَن قد تَعَنَّى
سألت الله للسنوار خُلْدًا
ليصبح عيشه فيها المُهنّا
قصيدة :بُشرى المُضحي
...
الله أكبر فالسنوار يُنْتَخَبُ
للعز والمجد طاب الفخر والحسبُ
إن مات "يحيى " فإن الله يخلفنا
من بعده قادة نحو الفدا تثبُ
يكفيك أن الفتى قد هَبّ منتصبا
في ساحة الموت يرمي كفه الضَّرِبُ
فمن يوصِّفُ ما في النفس من شمم
وفعله قد طوى زيف الأُلى كذبوا
كم روجوا أنه يحيا على وَجَلٍ
من خلف ألف جدار بات يحتجبُ
فبدد الحقُْ ما قالوه وانكشفت
فِرى اللئام وضاءت في المدى الشُّهُبُ
وللبطولة وجهٌ لاح مُبتهجًا
حين الشهادة باتت منه تقتربُ
بهذه الروح رغم الموت قد كُتِبَتْ
صحائف العزِّ.. هلَّ النصرُ والغَلَبُ
فيا لخسة من خانوا ومَن جبنوا
ويا مصيبة مَن فرُْوا ومَن هربوا
ويا شقاوة مَن قد حاصروا رجلا
فكان وحده الأرماحُ والقُُضُبُ
مشى إلى الموت والأقدام ثابتة
والخصم مرتعدٌ قد هدَّه التعبُ
كم هلل المجد للأحرار في طربٍ
وسجل الدهر والتاريخ والأدبُ
يا من يسير إلى العلياء مستبقا
شدَّ المطايا ووعد الله مُرتَقَبُ
وصاح هذا طريق النصر نرسمه
للسائرين على الآثار كي يثبوا
إنى أرى النور في الآفاق منتشرا
وأبصر الفجر للآمال يصطحبُ
نحن اللآلئ والأحداث تصهرنا
ما من شوائب نحن الماس والذهبُ
نحن الحقيقة مثل الشمس واضحة
لنا الأساطير فوق الأرض تنتسبُ
منّا الألوا فجّروا الطوفان مندفعا
منّ الألوا سَعَّروا البركان يلتهبُ
يا من حكمت بأن الموت يوهننا
قد ضلَّ حُكمك خاب السعي والطلبُ
إنّا على ثقةٍ في الله نقصده
نرجو رضاه وإن حلَّت بنا النُوَبُ
الله أكبر ليس الموت يرهبنا
إنّا نُصَدِّقُ ما جاءت به الكُتُبُ
هذي الحياة وإن طالت فإن لها
يوما به ينتهي الترحال والنَّصَبُ
العمر يفنى ويبقى الذكر مؤتلقا
بشرى المُضحي لإجل الله يحتسبُ
….
قصيدة هذي عصاتك
.....
هذا اختيارك فيه الرأي قد رجحا
بأن تصير لهم في حلمهم شبحا
قاومتَ قاومتَ لم تركن إلى دعة
ولا خُدِعتَ بدعوى مَن قد اصطلحا
أيقنت أنَّ حياة المرء فرصته
لذا اغتنمت من الأيام ما سنحا
وبعت نفسك للرحمن محتسبا
بشرى المجاهد أن البيع قد ربحا
لله تحيا على الإيمان في ثقة
لله تنصح نعم العبد مَن نصحا
جعلت زادك في القرآن تحمله
فصار صدرك بالقرآن مُنشرحا
فيا سميَّ نبيٍّ قد أجاب ندا
"خذ الكتاب" فبات العزم متضحا
ناديت ناديت هبَّ الصحب في عجل
يا للشباب الذي للمجد قد طمحا
ويا مباهج روحي يوم وثبتهم
ويا خيالي الذي في الأمس قد سرحا
كأنما مَدَّنا التاريخ يوم رضًا
أعاد في جيلنا المجد الذي برحا
"سنوار" أنت الذي أيقظت همتنا
لمَّا وثبت وصار الخصم منبطحا
أرهبت جحفلهم أذهلت محفلهم
كنت الجزاء لباغ طالما اجترحا
فعاد ذكر الأُلى في البأس قد صدقوا
صار العدو أمام الكون مفتضحا
تحطم البغي واندكت عزائمه
فخار منهزما والأمر قد وضحا
هذا الكيان كيانٌ لا أساس له
هو اللقيط وذاك السرُّ قد فُضِحا
لله درك يا " سنوار" كنت لهم
كالنور يطوي دجى الظلماء منسرحا
هذي عصاتك عند الموت شاهدة
تبقى الشهادة للآمال مُفتتحا
رباه فارحم كَمِيًّا عاش مجتهدا
وإجعل له القبر بعد الموت منفسحا
ولتجزه الخير والجنات يسكنها
قرب النبيِّ ويا بشراه من فلحا
قصيدة ألسنة النفاق
...
دع عنك ألسنة النفاق المجرمةْ
فالموت" للسنوار" أغلى الأوسمةْ
دع عنك دعوى المرجفين تسترت
خلف اللحى كيما تُقَدِّس أنظمةْ
الفارسِ" السنوار" في زمن الخنا
لم تستطع كل القوى أن تهزمهْ
يكفيه أن أمضى الحياة مجاهدا
دع عنك من يلوي الدليل ليشتمهْ
هذا الجهاد الحق كيف يعاب من
قاد الجهاد؟ وهل تعاب المَكْرُمَه
هذي النهاية أبهرت أعداءه
واستكمل الموت الشريف الملحمةْ
من مات حُرِّا صامدا لم يستكن
ما مات إن قتلوه وارتشفوا دمَهْ
هذا أريج ثباته يحذي الورى
من بعده النبضات تُصبح دمدمةْ
يا أيها الأعراب كيف صمتمُ؟
وخذلتمُ" السنوار" من قد أسلمَهْ؟
هلمن رأى يوما مصارع أهله
يمضي "يمصمصُ" كاتما للهمهمةْ؟!
أين الأباة يناصرون شعوبهم
أين الإخوة والصفا والمرحمةْ؟
من لم يكن متألما لمصابنا
ففؤاده مثل القبور المظلمةْ
فدع المغيب في متاهات الهوى
مَن جندوه لكي يقيم المحكمةْ
ودع المجادل حيث ضلّ سبيله
"بلعام" من ربَّى اللئيم وعلَْمَهْ
يا صاحب الإرجاف إنك خنجر
في الظهر يطعن لا يهاب المأثمةْ
يا من يبرر للعدو قتالنا
ويخون بالفتيا الجموع المُسلمةْ
إن لم تكن أهل الجهاد فلا تكن
من زمرة "الرَّجَّال" عند "مُسيلمةْ"
قصيدة عصا السنوار
...
مهما استبدت قسوة الأشرار
ستظل ترميهم عصا السنوار
تلك العصاة لمن عصى وغدت لنا
مثلا لبذل الوسع والإصرار
قَدِّمْ لدينك ما استطعت.. خذ العصا
ولتسع نحو المجد في استبشار
واضرب بها متوكلا لا تستهن
فعسى تشق الدرب للأحرار
هذي عصاة الصادقين فألقها
تلقفْ دعاوى الزيف والأسحار
ما خاب رمي الصدق في يوم ولا
كُسرتْ عصاة مجاهد مغوار
الصدق أول خطوة في درب مَن
رام المسير بأشرف الأسفار
مَن أسكن الرحمن عمق فؤاده
يستصحب التوفيق في المشوار
فاجعل فسيلتك الأخيرة نبتة
تزهو ولا تطمح إلى الأثمار
ما دمت أديت الأمانة صنتها
فابشرْ وأمِّلْ بازدهاء ديارِ
لك في العصاة مآربٌ هيا اتكئ.ْ
وانهض وواصل وثبة الثوار
هُشَّ المآسي والمخازي راجيا
عون الإله الواحد القهار
طوبى لمن ألقى عصا الترحال في
دار الخلود ويالطيب قرار
…..،،
#ممات_الرجال
الشاعر طه رضوان
…..
نعلي بوجهك أيها الغدارُ ***
ميْتًا و حيًّا فالحياة قرارُ
ستون عاما في الجهاد قضيتها ***
بعزيمتي التصميم و الإصرار
أحييت في كل القلوب قضيتي ***
شهدت بذاك الشمس والأقمار
لم أرتجف أبدا لصولة جندكم ***
لم تحن عزمي عندكم أسوار
أرعبتكم و أخفتكم و أهنتكم ***
و الحق حقي أيها الخوار
ذقتم عطاشا طعم نعل رجالنا ***
لما اعتلوكم مثلما الإعصار
وتجندل الجمع المخضب تحتنا ***
ثم انثنى في ذبحكم بتارُ
عام تولي لم تناموا ليلة ***
إلا أقض رقادكم إبهار
من كل صوب قد هدمنا وهمكم ***
ما كان منا خائف خوار
أرأيت جندك يا لعين بساحنا ***
لما أخافهم بأرضي الفار؟
أرأيت كيف يفجرون بعزمهم ***
مركافكم قهر وإذلال لكم والعار
من بعد باسم الله يهتف:(ولعت)***
و يقول (حلل يا دويري) الجارُ
فاسأل مسيلمة الكذوب وحزبه ***
ينبيك أني الصمصم المغوار
وانظر جنودكم و لحن صراخها ***
تجري دماؤهم كما الأنهار
واسأل كمائننا بيوم حصادكم ***
وانظر فعندي الصحب والأخيار
لايرهبون الموت إن حان الردى ***
فالموت في ساح الجهاد نهارُ
الله أكبر يا خنازير الورى ***
و الله فوق رؤوسكم قهارُ
والنصر وعد الحق في قرآنه ***
نور الدروب بقلبنا و الثارُ
أما أنا فلقد سموت بميتتي ***
فهناك صحب الحق و الأبرارُ
وتظل أنت الشؤم في عمر الدنا ***
و اللعن فوقك وسمة ودثارُ
فاسأل عتادك من أكون ومن أنا ***
ينبيك أني المرعب السنوارُ
أنا لم أمت يا فسل هذي رغبتي ***
حققتها فلتفرحي يا دارُ
و غدا سيأتيك الألى ربيتهم ***
كي يقتلوك ؟ بقلبهم إصرارُ
نحن الضراغم إن قضى رباننا ***
فليوثنا الإقدام و الإعصارُ
….،،
رَمْزُ البُطُولة
---------------------
شعر/عبدالناصر عبدالمولى
-----------------------
مَاذَا يَقُولُ الشِّعرُ في سَيْفِ الأَسَىَ
والشِّعْرُ عِنْدِي طَعْنَةٌ نَجْلَاءُ
(سِنْوَارُ) يا كيفَ السُّرَىَ بِقَصِيدَتِي
وَقَصِيدَتِي في وَصْفِكُمْ عَرْجَاءُ
يا قدسُ بوحي للحُرُوفِ بِدَمْعَةٍ
فالدَّمعُ شَوقٌ والهَوى إغْرَاءُ
رحَّالُ عِشْقٍ في دُرُوبِكِ قد مَـشَى
ولقد بَدتْ في وجههِ الوعْثَاءُ
فَلْتَمْسَحِي لَونَ الغُبَارِ بِخَدِّهِ
قد سَاقَهُ نَحوَ الخُلُودِ رَجَاءُ
قد سَارَ في دَرْبِ الشَّهَادَةِ صَامِدًا
والرُّوحُ قَدْ كَانَتْ لكِ الإهْداءُ
إنَّ الكرامةَ يا بِلَادِي وَقْفَةٌ
فِيْهَا يُضَمِّدُ جُرْحَكِ الشُّهَدَاءُ
أَنْتِ العَرُوسُ وَعاشِقوكِ تَنَافَسُوا
فَتَبَرْقَشَتْ في صَدْرِهم حِنَّاءُ
قَدْ أمْهَروك دِمَاءَهَم وتَرَحَّلوا
ما العشْقُ إلا عِزةٌ وفِدَاءُ
من مَاتَ في عِزٍّ , بخُلْدِك لم يَمُتْ
فالعَاشقونَ على الهَوى أحْيَاءُ
(سنوارُ) يَا رَمْزَ البُطُولةِ والفِدَا
حَسَدَتْكَ في هَذَا العُلا الجَوزَاءُ
حَطَّمْتَ أعْنَاقَ اليَهُودِ عَلَى المَدَى
فَبِنَارِ جُندكَ يَصْطَلِي الأعْدَاءُ
مَاذَا يَقُولُ المُرْجِفُونَ بِأرْضِنَا
فَالمَوتُ حَقٌ , مَا لَهُ إِرْجَاءُ
الصُّبْحُ أَسْفَرَ والبَرَاقِعُ مُزِقَتْ
وَدَنَا لِكَفِّ الظَّامِئِينَ المَاءُ
مَاذَا يَكُونُ المَوتُ , مَا مَعْنَى الفَنَا؟
أنتَ البَقَا, فَلْيَخْجَلِ الجَبَنَاءُ
يا قائدًا ضَرَبَ المِثَالَ لدَى الوَغَى
(يَحْىَ) سَتَحْيَا, فَالحَيَاةُ إِبَاءُ
الخَائِفُونَ, الرَّاعِشُونُ, بِجُبْنِهِمْ
قَعَدُوا هُنَا .. حَيثُ القُعُودُ فَنَاءُ
فَهِي البَنَادِقُ يَا شَهِيدُ وَفِيَّةٌ
إذْ أنَّ حِضْنُكَ للسِّلَاحِ وِعَاءُ..
…..
الشاعرة عفاف غنيم الأردن
عصا السنوار "
الحرّ حرٌّ والكفاح سجالُ
كرٌّ وفرٌّ والأصيل مثالُ
سنوار نمرٌ صال في صدّ العدا
نِعمَ الرجالُ ليقتدي الأبطالُ
فزِعَ العصاة وحوصرت في أرضنا
لعصاكَ سنوارُ هفَتْ أجيالُ
والحقّ من نبض الحقيقة يرتجي
والوعد في عهد الأباة وصالُ
هذا عظيم القوم يعدو في الثرى
لا ينسحبْ وإذا أتاه المالُ
سنوارُ هشّ مسيّرًا بعصاتَهُ
يا مقبلًا قد بُعثِرَتْ أنذالُ
يا ابن القضية - الثباتُ شهامةٌ
أرض المنى تشدو فِدًا ونزالُ
فبجهدكم جيش العدا في صدمةٍ
كنتم لها . والنازلاتُ ثقالُ
يا ابن العروبة - كنْ حساما شامخًأ
هذي فلسطين الهوى إجلالُ
تشدو العروسةُ من يشيحُ غَمامَها
بعصاكَ يعْقِدُ شعبنا الآمالُ
أنت الذي قاومتَ ملحمةً جرَتْ
حتماً ستسمو في المدى أفعالُ
سنوارُ حينَ تحدَّ ثعبان الوغى
سُمِعَتْ طبولٌ هزّها الزلزالُ
نادت فلبّى نصرها أحرارنا
هبّتْ حماة الدار والأبطالُ
سنوارُ عزمك نُصرةً لبلادنا
أنظرْ فذا أقوى الجيوش خيالُ
شدّوا العصا ولمنْ عصى يا إخوتي
تردي الغرير وتُكْسَرُ الأغلالُ
صهيون بات بصدمةٍ متقهقرًا
يحيى الذي يحيا ومات ضلالُ
أسموك يحيى دمتَ يحيى مرجعا
إن الشهادة بالكفاح تُنالُ
أسطورةً كُتبتْ أبا إبراهيم هل تحيي الضميرَ وتُفْتَحُ الأطلال
…
عمر الخفاجي - العراق
وإني أخافُ من الخائفين
لأصنعَ نصري بعيدَ المدى
وبوحُ الجهادِ مسارٌ عظيمٌ
وكتمُ المروءَةِ من الرَّدى
فيَزدادُ عشقي للراحلين
ونفسي تُخاصِمُ أهلَ العِدى
أخيطُ جروحي بلا أنينٍ
وصوتُ الثكالى يُغَذِّي النَّدى
وما كان قلبي ليَشكو الضُّعوفَ
فَفِي صبريَ العِزُّ فِي المُبتدَى
إذا ما نطقتُ بِحَقِّ الأُسودِ
تَرَكتُ الطُّغاةَ وأهلَ الرَّدَى
نقشتُ جهادي بدمعِ اليقينِ
وصنعتُ مَجْدي بكفٍّ هُدَى
وما كان للسيف أن يستكين
إذا اشتد بأسُ العدا واقتدى
فإني جريحٌ ولكن قوي
يَصوغُ الصمودَ حروفَ الفِدَى
أرى في عيونِ الرفاقِ البقاء
وفي دربنا المجدُ كم يُهتدى
إلى الله نسعى بصدقِ القلوب
وفي ظلِّه نكسبُ المرتجى
وأحملُ في راحتي كلَّ جرحٍ
ليزهرَ من ثَورةٍ ما بدا
وإن غاب عني الأُلى بالوداع
فذكراهمُ في الحشا ما غفا
سنروي الحكايا لكل الرفاق
ونحيا بذكرهمُ للأبد
إذا ما انطوت صفحةُ الظالمين
فإنَّا سنبقى كضوءِ السنا
الشاعر عمر علوش
إلى جماعة مستراح منه
------------------------------
قل ماتـشـاء ولـكـن أنْصِـفِ الـرَّجُلا
قل كيف مات وصِفْ للناس مافعلا
وهل تَـوَارَى وسـهـمُ الموت يطلبـه
أم قال للموت يامــرحى وألفُ هَلاَ
وكيف قامـت لـه الدنيا فأقـعـدها
بعزمه فــغــدا في عــــزمه مــثـلا
محاصَرٌ،، كــلُّ شيء كان يرصده
برّا وبحــرا وجــوّا حلَّ أو رحـــلا
وألف ألــفِ رقـيب ليس يخطـئه
لكنَّ ربّـك أرخى فــوقـه سُـــــدُلا
قالوا توارى عن الأنظار في نفـقٍ
واستوطن الأرض لايبغي بها بدلا
قالوا قضى نحْبَه في إثْر قاصفةٍ
هوجاءَ دَكَّتْ عليه السهل والجبلا
قالوا وقالوا وعين الله تـحـرسـه
من كل سوء إلى أن أكمل الأجـلا
فلاح كالليث لا يَثْنيه عـن هـدفٍ
خوفٌ وهل خاف ليثٌ قطُّ أوجفلا
يَرمي ويُرمى ولما استيأسوا قذفوا
بما لديهم ففاضت روحــه وعــلا
...
الشاعر عمر علوش
إلى السنوار في مقامه الطاهر
-----------------------
يــمــوتُ الطــيبون كما أرادوا
كراما مثلما عاشـــــوا كـــراما
ويبقى خلفهم مــن لا يساوي
إذا ذُكِر العظام ولـو عِــــظاما
يعمِّـرُ مــا يعمِّر ثــــم يُنـسى
سريعا ليس يُعْـرَف كم أقاما
وما جمعت يداه سوى حُطامٍ
فخذ إن شئـتَ للقبر الحطاما
جــــــزاك الله ياسنـوار خيرا
وأعلى قـــدرك العـالي مقاما
دعـوت الله أن تلقاه حـــــرا
فها قـــد نلتها حـــــرا هماما
وعشتَ وماحنيتَ لهم جبينا
ومتَّ وما سمعتَ لهم كـلاما
سـتبقى بينـنـا حيـا ويـبقـى
كلامي عنك لي أبـدا وِسَاما
……
عصاً وطائرة
الشاعر محمد عبد الوهاب
..
والموتُ يَرتَعِشُ
يَحُكُّ ذَقنًا بِكفَّيهِ ، ويَندَهِشُ
هَذا النِّزَالُ ..
جَدِيرٌ أنْ يُحَبِّبَنِي إلى صَبِيٍّ ..
إذا نَادَيْتُ يَنتَعِشُ
أخَافُ أقبِضُ رُوحًا جَائِعًا أبدًا
وكيفَ يَثنِي الأُسُودَ الجُوعُ والعَطَشُ؟
يَحيَىٰ !
وأنتَ جَريحٌ هَادِئٌ؟
فَمَتَى تَخَافُ مِنّي؟
وأَلْفٌ خَلفِيَ انْتَفَشُوا
كأنَّ ألفَ جَحِيمٍ حَولكَ انفَتَحَت
وأنتَ شيخٌ علي الكرسِيِّ تَفتَرشُ
أتممتَ وِردَكَ ..
طَمأنتَ الرِّفاقَ على خَريطةٍ
في ضَمِيرِ الكونِ تُنتَقَشُ
وسطَ الغُبارِ مُضِيءٌ باهِرٌ ألِقٌ
فأنتَ بينَ العَجَاجِ النُّورُ والنَّمَشُ
يُمنَاكَ تَنزِفُ ..
والأسلاكُ تَربِطُهَا
كَمَا تَلَوَّى عَلى صَدرِ الفَتَى حَنَشُ
يَا ابْنَ التُّقَاةِ ..
إذا مَا لُويِنُوا انْكَسَرُوا
وابْنَ الحُفَاةِ ..
إذا مَا غُوضِبُوا بَطَشُوا
في عُمْرِ "حَمزَةَ" ..
تَرتَجُّ الجِبَالُ إذا مَشَيْتَ وَثْبُا ..
تَظُنُّ النَّجْمَ يَنخَدِشُ
الخَائِنُونَ !
بِكَمْ بَاعُوكَ يَا ابْنَ أبِي؟
واللهُ يَدرِي إلى الأعدَاءِ كَيفَ وَشُوا
أَرَيْتَ شَعبَكَ مِنْكَ اليَومَ مُعجِزَةً
كَأَنَّمَا القُدسُ عَادَتْ..
والكِلابُ مَشُوا
…….،
الشاعر محمد عبد الوهاب
تموت مِرارًا يا شَهيدُ ، وتُبْعَثُ
لتَشْهَدَ ماذا بعدَ موتكَ أحدثوا
صعدتَ إلى الجنّاتِ طيرًا مُضَرَّجًا
وخَلّفْتَ آلافًا بثأرٍ تَشَبّثُوا
نزفتَ دماءً في الرّمال فأنبَتَتْ
قصورًا تضُمّ الخائنينَ ليرفثوا
وما ذكرَتْكَ الأرضُ فيمَنْ تقلّدوا
نياشينَ عارٍ ، فالرّجالُ تخَنَّثُوا
أجادوا فنونَ الرّقصِ أرخوا شُعُورَهم
تَنُوسُ على الأكتافِ حينًا وتلهثُ
بلادٌ أضاعَ المُترفونَ شموخَها
ويحميهِ حافٍ في الرّجالِ وأشعثُ
….،
في رثاء السنوار
الشاعر محمد عرب صالح
"يَحـيَى"
وخَلفكَ كُـلُّنا "زَكَريا"..
نَرِدُ الليالي سُجَّدًا وبُكِّيا
أَقْسى من الموتِ الحياةُ
إذا بَدَت في عينِ صاحبِها الغَيُورِ
بَغِيَّا
لَما رَأَيْتكَ ناظرًا نحوَ السَّما
أَبْصرتُ فيكَ نُزُوعَكَ العلوِيَّا
لمَّا رَأيْناكَ ارتَمَت أَحلامُنا
صَرعَى.. وضايَفْنا أَسًى لَـيْلِـيَّا
لا شيءَ غَيرَ الدمعِ والكلماتِ نَملكُهُ
وكُـلٌّ قالَ: خُذْ عَيْنَيَّا
لِتَرى عُلُوَّكَ مِثلما يَبدُو لنا..
ونُعِدَّ مَوتَكَ، بَعدُ، تَمْثيلِيَّا
لا تَغْفُ يا "يَحيَى" فإنَّا هاهُنا..
شَجَرٌ يُقَطَّعُ بُكْرةً وعَشِيّا
لا تَغْفُ يا "يَحيَى" _تقولُ رصـ ـاصةٌ_
لم تُـرمَ بَعدُ وتَرتَجِيكَ رمِيَّا
قُمْ يا جِدارًا قد عَهِدتُكَ رافِعًا سَقفَ الليالي أن يَخِرَّ عَلَـيَّا
أَكرمتَ مَـ ـوتَكَ حينَ جاءَكَ سَائلًا..
ورَدَدتَهُ مُتَهَلِّلَا مَرْضِيَّا
أَبَواكَ لا بُـدَّ الشجاعةُ، والتُّـقَى..
ولذاكَ كانَ المَـ ـوتُ كَـنْعانِـيَّا
تَعلُو وخلفَكَ أَلفُ ألفِ حَمامةٍ..
وكأنَّ مُنْتظِرٌ لِقاكَ نَبِيَّا
أَرثِيكَ؟
كَيفَ!
وكُلُّنا مَوْتى ووَحدَكَ لم تَزَلْ في كلِّ قَلبٍ حَـيَّا ______
محمود الحجازي)
لَقَدْ أَلْقَى عَصَاهُ عَلَى الْحَدِيدِ ::
تُمَزِّقُ مَا تَبَقَّى مِنْ قُيُودِ
تُزَلْزِلُ فِي جُمُوعِ الْبَطْشِ تَعْلُو ::
تُنَاطِحُ فِي صَوَارِيخِ الْيَهُودِ
هُنَا يَحْيَى قَضَى، يَحْيَا شَهِيدًا ::
هُنَا رَجُلٌ بِمِلْيَارِ الْجُنُودِ
قَرَنْفُلُهُ عَلَى الْأَشْوَاكِ يَعْلُو ::
يُعَطِّرُ غَزَّةً بِسَنَا الصُّمُودِ
لَهُ قَلْبٌ سَقَاهُ الْحَقُّ حَقًّا ::
ليُنْبِتَ للدُّنَا صِدْقَ الْعُهُودِ
عُيُونُ الصَّقْرِ يَعْرِفُهَا الْأَعَادِي ::
مَدَاهَا لِلْجِنَانِ مَعَ الشَّهِيدِ
هُنَا السِّنْوَارُ جُنْدِيٌّ أَمِيرٌ ::
يُغَنِّي ثُمَّ يَنْزِفُ بِالنَّشِيدِ
هُنَا الطُّوفَانُ يَهْزِمُ فِي الْمَنَايَا ::
لَهُ مَوْجٌ مِنَ الْبَأْسِ الشَّدِيدِ
هُنَا فِي غَزَّةٍ قَوْمٌ أُبَاةٌ ::
هُنَا فِي غَزَّةٍ حُكْمُ الْأُسُودِ
يَمُرُّ الشَّهْرُ تِلْوَ الشَّهْر فِيهَا ::
وَنَارُ الْحَقِّ تَحْصُدُ فِي الْقُرُودِ
عَصَا السِّنْوَارِ تَرْسِمُ أَلْفَ مَجْدٍ ::
تَشُقُّ الْأُفْقَ تَحْطِمُ فِي السُّدُودِ
ذِرَاعٌ تَعْصِرُ الْأَوْصَالَ حُبًّا ::
لِتَسْقِيَ غَزَّةً بِدَمِ الْوَرِيدِ
وَأُخْرَى بِالْعَصَا تَرْمِي عِدَاهَا ::
لِيَشْهَدَ سِرَّهَا كُلُّ الشُّهُودِ
هُنَا الْكُرْسِيُّ مِنْ عِزٍّ وَفَخْرٍ ::
يُضَاهِي أَلْفَ عَرْشٍ لِلْعَبِيدِ
سُكُوتًا يَا فَمَ الدُّنْيَا احْتِرَامًا ::
زَئِيرُ الْأُسْدِ أَبْلَغُ في الردود
……
قصيدة :شهيدٌ لا يدانيهِ
الشاعر : د محمود جمعة
هو الروحُ الذي فينا تجودُ
تخذناه أمامَ الناسِ حتى
يصلي في كرامتِنا الوجودُ
هو الباقي وكلٌ سوف يمضى
هو الحي الذي فينا يعودُ
فلا السنوار ماتَ ولا خسِرنا
ولا رحل التجلدُ و الصمودُ
بقاءُ المرءِ ليس له سبيلٌ
إذا ضاقت على النفسِ القيودُ
سوى يحيى يزلزلُ كل باغٍ
وتحمل وعدَ أقصاهُ الأسودُ
سلامُ اللهِ للسنوارِ مِنا
سيأتي اليومَ سنوارٌ جديدُ
….،
قصيدة كأنه أسد
الشاعر محمود مفلح
فلسطين
انظر اليه كأنه الأسد
والجمر في عينيه يتقد
من صخر هذي الارض قامته
ومن الخيام الصبر والجلد
وإذا العدو رآه عن كثب
خارت قواه وراح يرتعد!!
ياأمة قامت قيامتها
ورعاتها من خوفهم. جمدوا
البحر هاج وكله غضب
فإلام أنتم فوقه الزبد؟!
كلّ الجباه لربها سجدت
وهم إلى أصنامهم سجدوا
…
قصيدة : رسالة الشهيد
الشاعر مؤيد الشايب
فلسطين
ما غادَرَتْ شَمسُ النّهارِ ولم تَغبْ
إني أَراها في عُيوني مُشْرِقةْ
بالرَّغمِ من كُلِّ المذابحِ ما انحَنى
رَأسي ولا ألْغَتْ وُجودي المِحرقةْ
عاهدتُ ربي من بدايةِ ثورتي
ألَّا أقاتلَ في مقاهي الهرطقةْ
عانقتُ في زمنِ الهزائمِ قِبْلتي
ونَفضتُ عن جسدي خيوطَ الشرنقةْ
لم يلتقوني في الفنادقِ راكعًا
أعطي المذلَّةَ في خفايا الأروقةْ
ما ذات يومٍ قاتلوا بل سلَّموا
أهلَ المدينةِ في بنودٍ مُلحقةْ
همْ ندَّدوا واستنكروا لكنهمْ
ذهبوا لمؤتمرِ الهزيمةِ زحلقة
ويلومني الأقزامُ أنَّ مواقفي
ما استوعبتْ للآن ظرفَ المنطقة
أوهامُهمْ في أن أمزِّقَ رايتي
لم تلتهمْ غير العقولِ الضيِّقةْ
لم أعترفْ يومًا بدولةِ قاتلي
فالصُّلحُ في عرفِ الكرامةِ زَنْدقةْ
فاضرِبْ سَياجَكَ فوقَ أرضي واحْتَجِزْ
نيسانَ عُمري في السّجُونِ المُغْلَقةْ
فأنا الذي وَجَعُ الشتاتِ بِداخِلي
برصاصِ ثأري قد كتبتُ معلَّقة
بدمي فتحتُ إلى الخلودِ معابرًا
ومن العظامِ أنا صنعتُ المِطرقة
إن علَّقوا رأسي بمِشنقةِ الردى
قَدَمي أنا فوق الرؤوسِ مُعلّقةْ
…،،،
قصيدة : نال المكارم
الشاعر نبيل عيسى
يَحْيَى بِأَرْضٍ أو سَمَاء
خِبْتُـــــــــــمْ وخَـــــابَ رَجَاؤُكُــــــــمْ وَخَسِئْتُمُ
رَبُّ الإبَا هَـــــذا الهِزَبْـــــرُ الضَّيْغَمُ
يَحْيَـــــى بِأَرْضٍ أو سَمَــاءٍ ما قَضَى
ما مَـاتَ غَيْــرُ ضَمِيرِكُمْ يـــا نُــوَّمُ
هَوَ بَيْنَ صَحْـــــبٍ والمَلَائِكُ حَوْلَــهُمْ
مِسْكًا يَفُـــوحُ علَى الأرائِــــــكِ يَنْعَمُ
نَـــــــــالَ المَكَــــــارِمَ والمَحَامِـــــــدَ وارْتَقَى
مِنْ نُورِهِ البَــــدْرُ احْتَسَى والأَنْجُمُ
بَــــــــــاعَ الحَيــــــاةَ رَخِيصَةً دُونَ الَّذِي
مِـــــــــنْ أَجْلِهِ الأَرْوَاحُ تَهْدَى والدَّمُ
قَطَــــــــعَ العُهُـــــــودَ بِأَنْ يَغِيظَ عَـــــــــدُوَّهُ
حَتَّـــــى تُوَسَّدَ فِي التُّرَابِ الأعْظُمُ
هانَــــــــــتْ عَلَيْـــــــــهِ النَّـــــــازِلاتُ وهَوْلُهَا
فَالمَـــــــــــوْتُ سَلْسَــــــــالٌ لَدَيْهِ وَبَلْسَمُ
لَـــــمْ يُثْـــنِهِ تَهْدِيـــــــــدُ أَقْـــــــــــــزَامِ الــــــوَرَى
هَيْهَاتَ تُثْنِيهِ الخُطُــــــــوبُ فَيُحْجِمُ
سِنْـــــــــوَارُ يا صَـــــرْحَ الشَّكِيمَةِ والفِدَا
الحُورُ بِاسْمِكَ يا شَهِـــــــــــــــــيدُ تَرَنَّمُ
فَاسْعَدْ بِصُحْبَةِ مَنْ رَجَوْتَ لِقَاءَهُمْ
بِكَ كَمْ يُبَاهِي الهَاشِمِيُّ الأعْظَمُ
…..
قصيدة ها أنت يا يحيى
الشاعرة نجاة بشارة
نابلس / فلسطين
ها أنتَ يا يحيى رَسَمتَ خُطوطَنا
في حائطِ الأبطالِ شعبًا ما أفَلْ
خُضتَ المعاركَ سيِّدًا ومجاهِدًا
إذ أنت رغم الموتِ حيًّا لم تَزَلْ
اليومَ تكتُبُنا بأسفارِ الورى
بل حَسبُنا في اللهِ لم نخشَ الأجَلْ
قُطِعَتْ خطوطُ الشكِّ حين بدا لهمْ
ذا الضيعمُ الصمصامُ
حيًّا للأزَلْ
أديتَ فينا اليومَ
جُلَّ رسالةٍ
لا تقبلُ التأويلَ في البَرِّ البطَلْ
جئنا كما النُسّاكُ
من بابِ الوفى
ما هَمَّنا ريحٌ ولا أمرٌ جَلَلْ
والمجدُ أحرَزَنا وأسعفَ صبرَنا
ما مسَّنا قرحٌ
بأيامٍ دُوَلْ
يا أيها التاريخُ
سَجِّلْ إننا
من فوق سبعِ طباقِ زاحَمْنا زُحَلْ....
….
الشاعرة هبة الفقي
مصر
وحيـدًا يَشُــقُّ الْأرْضَ صَـوتُ إبائِـهِ
وتَسْعـى جُنـــودُ اللهِ خَلْــفَ لِوائِــهِ
وحيــدًا يُعيــرُ الْغَيْـــمَ نَفْثَــةَ قلبِــهِ
لِيَمْـــــلأَ أنْهـــــارَ الْخُلــــودِ بِمــائِــهِ
وحيـدًا مَضى والْكَوْنُ أشْباهُ إِخْوَةٍ
أضاعـوا طَريـقَ الْحَــقِّ عِنْـدَ نِدائِـهِ
يُحــارِبُ بالْإيمــانِ ألْــــفَ قَـذيفَـــةٍ
ويَهْـــزِمُ نيـــرانَ الْعِـــدا بِــدَهــائِــهِ
يُــوزِّعُ حْلْــوى النَّصْـرِ بَيْــنَ رِجالــهِ
ويُخْفي دُمـوعَ النَّاسِ تَحْـتَ ردائِـهِ
عَصـاهُ تَهُشُّ الْحُزْنَ عَنْ وَجْهِ أهْلِـهِ
وتَفْتَـــحُ أبْـــوابَ العُـــلا لِعَـــزائِـــهِ
تَمــوتُ مَـلاييــنُ النُّفــوسِ بِخِسَّــةٍ
ويَحْيــا كَنَجْــمٍ في رِحــابِ سَمائِـهِ