بحث

Translate

 

بوح  سورية مريضة بحب الوطن | بقلم الشاعرة السورية ردينة أبو سعد 


بوح  سورية مريضة بحب الوطن | بقلم الشاعرة السورية ردينة أبو سعد



صمدْتُ في  وجهِ 

سيلٍ  جارفٍ مجنون

فأنا من العاصي 

وعودي من قاسيون

ومن جبلةَ ليموني

ومن طرطوسَ 

خضر العيون

ولحمصَ في قلبي حبٌّ 

وحلبُ الشهباء الحنون 

والديرُ  جرحٌ براني

وأدمى المقلةَ 

والجفون

والسويداء  لي فخرٌ

ودرعا  لتدمر تنادي.. 

.......

حبّ وطني  مرضٌ  

بل  حبّه جنون 

  لا  لن أسامحَ

خائنَ    وطني 

كائناً مَنْ يكون .


 

مراجعة كتاب ما أخفيته عنك للكاتب المبدع " أحمد عبد اللطيف " | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


مراجعة كتاب ما أخفيته عنك للكاتب المبدع " أحمد عبد اللطيف " | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


مراجعة كتاب ما أخفيته عنك للكاتب المبدع " أحمد عبد اللطيف " | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


السلام عليكم ، 

مراجعة كتاب ما أخفيته عنك للكاتب المبدع " أحمد عبد اللطيف " : 

هذا الكتاب هو دفعةٌ من المشاعر المضطرمة التي سُطرَت بدقةٍ متناهية لتمحو الحزن القابع داخل القلب الذي يظل يئِن داخل الواحد منا حتى يفتك به ، يُرمِّم تلك المشاعر المهترئة التي بعثرتها التجارب المتباينة ، يُداوي تلك الجِراح الغائرة التي لم تبرأ أو تندمل بَعْد ، يُطيِّب خواطر الجميع بلا استثناء ، يشير إلى مواطن الألم ببراعةٍ فائقة وكأن الكاتب عاش تفاصيلها معك ، يُجيد البوح عمَّا أَخفيته طيلة حياتك وما كتمته داخل صدرك حتى كاد يقضي عليك وكأنه ينبش داخلك دون دراية منك ، يمنحك الحلول المناسبة لأغلب المشكلات التي تَمُر بها وقد يضيق صدرك بسببها فهو لم يترك شأناً من شئون الحياة لم يُشِر إليه أو يذكُره وبخاصةً ما يتعلَّق بالمشاعر التي تُعَد المحرك الأساسي والعامل الرئيسي في توهج المرء أو انطفائه ، 

ثم ينتقل إلى بُعد آخر وهو كيفية التسليم بالقضاء والقدر ورؤية الخير فيما يُساق إلينا من أقدار وما يتحقَّق لنا من أحداث وما يُصيبنا من نكبات أيضاً فالمؤمن الحق يدرك جيداً أنَّ أقدار الله كلها خير مهما ظنَّ خلاف ذلك أو دفعه الشيطان للتمرُّد عليها أو التذمُّر منها في لحظات الضُعف والوهن التي تصيب الجميع بلا استثناء وهناك مَنْ يستسلم له ويُسلِّم له مقاليد عقله وهناك مَنْ ينصرف عن تلك الأفكار التي يَدِسها بعقله وينفُضها بعيداً بحيث يتمكن من أنْ يحيا حياة سوية سليمة بعيدة عن المنغِّصات التي تُزيدها تلك الوساوس فهو يزيِّن لنا طريق الضلال ويُبعِدنا عن درب الهدَى والتقوى والتقرُّب من الله من خلال تلك الدعوات التي تُزيح الهموم التي اعتلت الصدور وتُزيل الغمم للأبد بلا رجعة إنْ آمنا بالله يقين الإيمان ، ثم يُشير إلى دور الرجل الفعال في علاقته بالأنثى وكيف يمكنه التقرُّب إليها واستمالة قلبها والبوح بكلمات الغزل أمام العلن بحيث يفصح عن مكنون صدره الذي يُعَد الدليل الأوحد على حبه لها ورغبته فيها وهذا ما يجعل قلبها يميل إليه ويستمسك به لآخر نفس تلفَظه دون شكٍ أو تردد في ذاك القرار الذي اتخذته عن يقين تام ، ناهيك عن تلك البلاغة في وصف الأنثى وكأنها ملكةُ عصرها وسابقة زمانها وتاج الرؤوس وأجمل نساء الكون إذْ لا تضاهيها الأخريات في الحُسن والدلال ، فكلمات الغزل بأكملها لا تَفيها حقها أو تُجيد وصفها أو منحها قيمتها المُستحقَّة ، فهي معززةٌ مكرَّمة من جهة الرجل الذي من المفترض أنْ يصونها ويضعها في أعمق نقطة بقلبه بحيث لا يشاركه أحدٌ فيها أو يزاحمه في تفاصيلها أو يقترب من أراضيها المقدَّسة أو يدنِّسها ، فهو في مثل هذا الشأن لا يمكن مقارنة أحد به فهو أكثر مَنْ يتمكن من التعبير عن المرأة والإعلاء من شأنها والحفاظ على كيانها وكرامتها وحقوقها من الضياع ،

ثم يتعمق في وصف حالات النساء حينما يَخُضنْ تجارب الحب المختلفة التي تبوء أجمعها بالفشل فتكون النهاية واحدةً لديهن جميعاً بحيث يحوم شبح الحزن حول حياتهن ويمزِّق قلوبهن بلا رحمة أو شفقة أو هوادة ويجتث من أرواحهن فتُصبح شاحبةً وكأنها رميم ويُفقِدهن الرغبة في تكرار تلك التجارب مرةً أخرى ، ويجعل نفوسهن هشةً غير قادرة على العطاء الفياض كما كانت من قَبْل ، مواجهة القادم بنفس الشموخ والقوة والعزة والصلابة ، بحيث تكتفي كل منهن بذاتها في نهاية المطاف حينما تفقد الثقة في صنف الرجال وتُؤثر البقاء في وحدتها وتندم على ضياع وقتها وعمرها وإفناء زهرة شبابها في علاقة لم تمنحها كما توقعت أو انتظرت فقد اتخذت عهداً مع نفسها بألا تتسول مشاعر أحد أو تشحذ اهتمامه وأنْ تترفع عن أي شعور قد يأتي منقوصاً وإنْ كانت بحاجةٍ ماسة إليه فهذا أفضل كثيراً من نوبات الخذلان المتكررة التي تعرَّضت لها في الماضي بلا رحمة بعواطفها الجياشة الصادقة التي جادت بها بلا انقطاع أو نضوب أو توقف ولم تَنلْ سوى الخِسة والوضاعة والهَجر والفِراق بعد وصل زائف دام لسنوات وقد تعلمت درساً لن تنساه ما حيَت ،

ثم يوجِّه رسالة عتاب لتلك المحبوبة التي أسماها ( وِصال ) فقد راقني هذا الاسم الذي أجاد اختياره لكونه أبعد ما يكون عن معناه الحقيقي فهي لم تَصِله أو تتواصل معه أو تحاول الإبقاء عليه بل تركته وضربته بخنجر الخذلان ودعَته يتخبط بين المآسي ويتجرَّع الأحزان من بعدها ويعاني مَرار الوَحدة ويئِن ويتألم دون أنْ يشعر به أحد ويظل في انتظار تلك العلاقة التي تنقذه ممَّا أصابه ولكن بلا جدوى فتبقى أيامه قاسية لا ترحم وقد يفقد ثقته بنفسه بالتدريج سائلاً حاله عن سبب هذا الهجر المفاجئ الذي أدمَى قلبه وأصابه بحالة من الإحباط لا يبرأ منها أبداً مهما حاول وتبدأ شُكوكه في طريقة تعامله مع الجميع ويتساءل أكانت مشاعره المفرطة هي ما تسببت في هذا الحال الذي وصل إليه للتو أم أنها الخديعة التي يتمتع بها أغلب الخَلْق اليوم من أجل إيقاع الآخرين في شِباك غرامهم ثم يَفِرون هاربين في الوقت المناسب بعدما يعتادهم الطرف الآخر تاركين له فراغاً لا يملأوه أحد من بَعْدهم ويظل مضطرباً غير راغب في خوض أي علاقة فيما بَعْد ، 

ثم يختتم الكاتب كتابه بتلك النصائح النفيسة التي يُسديها للجميع من أجل الحفاظ على نفسيتهم من السقوط في فخ المعاناة التي يصعُب الخروج منها ، طالباً منهم تجنب الأذى واجتناب البشر مِمَّن لا يستريحون إليهم مُخبِراً إياهم أنَّ الله يُنقِذهم في الوقت المناسب وعليهم أنْ يتعظوا وألا يمنحوا كامل الثقة لأحد ،

كما يُخبرنا أن تجارب الحياة هي ما تجعلنا أكثر صلابةً والمواقف العصيبة هي ما تمنحنا القوة التي تمكِّننا من استكمال الطريق دون أنْ يُصيبنا أي ضُعف أو يعترينا أي خوف أو يساورنا أي قلق حِيال أي أمر فهي بمثابة العاصفة التي تُزيل الأوساخ من الطريق وكأنها تمهِّد لنا الطريق الجديد الذي يتحتَّم علينا السير فيه بكل شموخٍ وثبات دون أنْ يقهرنا أي شيء مهما بلغت صعوبته وأنَّ تلك التجارب المؤلمة هي ما ستُغيِّرنا وتجعلنا ناضجين بالفعل ، كما أشار أن الشخص الذي يملِك مشاعر صادقة هو أكثر مَنْ يتعرض للترك والهجر والفِراق دون أنْ يعرف السبب وراء ذلك الأمر وهو ما يُشقِيه ويُتعبه ويجعله أكثر ألماً وبؤساً ، كما وضَّح أهمية التمهُّل في اتخاذ القرار فهو ما يُبعِد المرء عن أي تبعات وخيمة قد تلحَق به نتيجة التعجُّل والتسرع ، كما أكَّد على دور الحزن في حياة المرء فهو كسحابة لا بد أنْ تَمُر بحياته كي يدرك قيمة السعادة التي يهنأ بها ويترغد فيها دون أنْ يستشعر نعيمها ، وقد وقعت في حب تلك النهاية التي جعلت روحي تتوهج ويَدِبُّ فيّ الحماس ويعود إليّ الشغف الذي يخفُت بريقه بين الفينة والأخرى حينما أكد الكاتب على ضرورة استناد المرء على ذاته وكيف يُمكِنه أنْ يبدأ من جديد بعد تعرُّضه للمزيد من العثرات التي مرَّ بها دون انتظار لمساندة من أحد فهذا ما سيُعيد إليه شعوره بالحياة ، كما ألحَّ على أهمية التقرب إلى الله والتوسل إليه في كل وقت وحين وإنْ قصَّر العبد في أعماله فلسوف يقبَل الله توبته ويشمَله بعفوه وغُفرانه مهما كثُرت سيئاته وذنوبه فالأهم ألا يتوقف عن ذِكر الله في كل خُطوة يَخطوها وكل محطة ينتقل إليها من عمره حتى يحفظه الله ويرعاه ويحميه من الشرور ويعصِمه من الوقوع في المعاصي التي لا يتمكن مَنْ يغوص فيها من اجتنابها أبداً أو التراجع عنها ، 

في النهاية أحب أنْ أوجِّه خالص الشكر لهذا الكتاب الرائع فهذا ما اعتدناه منكَ أستاذ أحمد ، أسلوب سلس وكلمات عميقة تصف ما يَعُج داخل القلب دون بوح وكأنك عِشت تلك التفاصيل التي نحياها بالفعل ، وتجرَّعت من نفس الكأس وتعرَّضت لنفس التجارب ... 

بالتوفيق فيما هو قادم وفي انتظار المزيد بكل شغفٍ وحماس ، دُمتَ معطاءً للثقافة والأدب ورفع الله قدرك في الدارين ... 🌹 .

 

كل مساء | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك 


كل مساء | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك
كل مساء | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك


كل مساء
أجلس وأشعل أرجيلتي،
أشرب قهوتي،
وأنتظر العابرين
ليتقاسموا معي المساء
ويشربوا القهوة.

لكن لا أحد هنا يعبر،
الأرض فارغة
كعشٍ هاجرت طيوره،
وعزف الزمن لحن الغربة.

يربت المطر على كتفي،
ويمسح على رأسي مواسيًا.
أعيد صنع القهوة،
لكن لا أعرف كيف تُعاد الأيام
أو يعود العابرون.

لا وقت عندي لصنع أصدقاء،
تعودت القهوة وحيدًا،
غريبًا، سخيفًا، مملًا.

أعرف أن الوقت ينهمر،
لكنه بطيء... بطيء.

أريد أن أتحرر... أنطلق... أحلق،
وأرحل هناك نحو السماء،
نحو الله، نحو كسر القيود،
كسر الروتين.

هناك، حيث الله متسعٌ كبير
لمن ضاقت بهم الأيام…



صِراع الأفكار | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


صِراع الأفكار | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
صِراع الأفكار | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 

 


 السلام عليكم ، 

صِراع الأفكار ( أنت سجين أفكارك ) :

تكدست الأفكار في عقلي ، تزاحمت وكأنها تَوِد القضاء عليّ ،  كانت كلها مأسوية ، سوداوية ، توحي بنهاية واحدة ، ربما تكالبت جميعها ضدي ولا أدري ما سر تلك الأفكار العنيفة التي تضرب بي دُفعةً واحدة بلا هوادة لدرجة أنني بدأت أفقد حبي للحياة بالتدريج وأزهد فيها أكثر من ذي قَبْل ، أحاول نفض تلك الأفكار ولكني أفشل في كل مرة وحينما أتخلص من أيها تهاجمني أخرى بغتةً بحيث تكون أكثر شراسة ممَّا سبقتها ، لقد سئمت صِراع تلك الأفكار ومحاولتها الانقضاض عليّ في كل الأوقات ، أحاول الهرب والنجاة ولكني لا أجد السبيل لذلك ، أحاول شغل وقتي بقدر الإمكان ولكن لم يَعُد لديّ طاقة للقيام بأي عمل على أكمل وجه ممكن ، أَوِد الفرار من هذا العالم البغيض ربما يهدأ لهيب الأفكار المضطرم بعقلي الذي يُشعِل النار بقلبي من حين لآخر ولكن إلى أين فكل الطرق تؤدي لنفس النتيجة ، فالأفكار كالسجن الذي تُلقي نفسك فيه ولا تتمكن من النجاة منه مهما حاولت دون أنْ تدري ما عقوبتك وأي جُرم اقترفت ، فلا تترك ذاتك لها حتى لا تعصِف بك وتُودي بك لنهاية مأسوية لا ترغبها البتة ، فإنْ وجدت كل الأفكار التي تجتاح كيانك تسير على نفس الشاكلة فلتُحجِّمها بقدر الإمكان كي تنعم ببعض الهدوء والسكينة والراحة ولو لبعض الوقت القصير وترحم ذاتك بعض الشيء من سيل الأفكار الفتاكة التي تؤرقك بلا رحمة بك ...




 

العلامة | بقلم الأديب المصري علاء عبد الستار


العلامة | بقلم الأديب المصري علاء عبد الستار
العلامة | بقلم الأديب المصري علاء عبد الستار

 


العلامة فى مجتمع هى الطريقة التى يعرف بها الإنتماء إلى مجتمع ما بواسطة الأفراد ففى مجتمع الحشرات على سبيل المثال يعرف الأفراد عن طريق فيرمونات رائحة يتم أصدارها من الحشرات فعند إستقابلها من باقى الأفراد يتم التأكد بإنتماءه للمجموعة، ففى حالات تم رصدها تم تغير رائحة أفراد من النمل نتيجة إختلاطها مع صرصور أثناء الدفاع على الخلية مما أدى إلى إنتقال فيرمونات الصرصور إليهم، و كانت النتيجة مهاجمة باقى النمل المتغير رائحته (رغم أنه من نفس الخلية و نفس الشكل) و ذلك لتغير الرائحة إلى رائحة العدو، و فى كائنات أخرى تستخدم الترددات الصوتية مثل مجتمع الحيتان، أما فى المجتمعات البشرية فيتم التعرف على أفراد المجتمع عن طربق الرؤية و تكوين مخزون فى الذاكرة للوجوه البشرية، فيسهل تعرف افراد مجتمع ما هى طريق لون البشرة أو تركيبة الجسد أو اللغة أو اللهجة بجانب ذلك إستخدام حركات الوجه أو إشارات اليد، و هى تختلف من مجتمع إلى مجتمع فمثلا حركة الرأس بالإرتفاع و الإنخفاض تعنى فى مجتمع الموافقة لكن فى مجتمع آخر قد تعنى الرفض رغم إنها نفس الإشارة، فمثلا تم رصد 250 حركة باليد يستخدمها الإيطاليون ( و هم أكثر شعب يستخدم إشارات اليد )يصل المعنى إليهم أى الإيطاليون بمجرد عمل إشارة من هذه الإشارات فى حين لن يفهم الغريب عنهم معنى هذه الإشارات، يستخدم المجتمع هذه العلامات لتمييز أفراد مجتمعهم عن الغرباء و هى آلية موجودة فى جميع الكائنات لكنها تطورت لدى البشر بفضل قدراتهم العقلية المتطورة.



 

الترفع عن الإساءة للآخرين | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


الترفع عن الإساءة للآخرين | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
الترفع عن الإساءة للآخرين | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 

 

السلام عليكم ،

الترفع عن الإساءة للآخرين : 

من أجل النجاة في تلك الحياة عليك الترفُّع عن رد الإساءة بمِثلها والارتقاء عن رد الظلم بالظلم فنحن على يقين أنَّ الله قادر على جلب الحقوق لأصحابها دون أي تدخُّل منهم ، فمناجاة الله وحُسن الظن به تجعل المرء مُحاطاً بهالة من الطمأنينة تمنعه من التردي لمستوى مَنْ يتعامل معهم محاولاً رد الأذى أو خلافها من الأمور التي لم يحث الإسلام عليها مطلقاً ، فهو على علم أنَّ تلك الحقوق التي سلبها إياه الآخرون سوف تُرَد إليه في الدنيا والآخرة على حد سواء ، فلم ييأس أو يبتئس أو يفكر حتى في جلبها لنفسه بطرق غير مشروعة أو محبَّذة من المجتمع ككل ، فكل ما أمر به الدين هو في الأصل لصالحنا ولم يكن فيه ضرر لنا ذات يوم بل نحن مَنْ نجلب الأذى لأنفسنا حينما ننصرف عنه ونتصرف بهوجائية وعشوائية وكأن الكون يسير بلا نظام يحكُمه وكأننا غافلون عن أن الله خالقه وواضع قوانينه وهو الأدرى بما هو أنسب لنا ولحياتنا في المُجمَل وما علينا سوى طاعته ، فلو فكر كلُّ منا مَلياً لابتعد عن طريق الأذى أو رد التصرفات السيئة للآخرين واكتفى بالابتعاد عنهم تماماً من أجل الحفاظ على رِفعة وسُمو أخلاقه الذي يُميِّزه عمَّن سواه وهذا هو أسلم حل قد أُوجِد على وجه البسيطة منذ خُلِق البشر أجمعين ولا علينا الحياد عنه أو محاولة تحريفه أو اتباع ما يناقضه حتى لا نُلاقي المصير العسير أو العاقبة المُهلِكة التي تُدمِّر حياتنا وآخرتنا لا مَحالة ...




 دراما رمضان بين فوضى المحتوى وقرارات التصحيح | بقلم أ.د روحية مصطفى


دراما رمضان بين فوضى المحتوى وقرارات التصحيح | بقلم أ.د روحية مصطفى

دراما رمضان بين فوضى المحتوى وقرارات التصحيح | بقلم أ.د روحية مصطفى 



 


قال الله تعالى: "ٱدْخُلُوا۟ مِصْرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ" (سورة يوسف: 99).، شهر رمضان فيضٌ من الرحمة لا ينقطع، ونفحاته تتوالى، تحمل إلينا البركة والخير، وتمسح على قلوبنا بحنوٍّ إلهي. ومع بداية العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل، جاء إلينا من لطف الله ما يطمئن نفوسنا، وكأنها بشارة خفية بأن الخير لا يزال يغمر هذه الأمة، وأن مصر، التي كانت ولا تزال أرض الأمن والإيمان، تستحق أن تشرق عليها أنوار الإصلاح والارتقاء، نحن أمة كُتِب لها الخير، وواجب علينا أن نرفع رؤوسنا، ونرتقي بما يليق بنا، فمن حقنا أن نُقاد إلى دروب النور، ومن حقنا أن يكون بيننا من يحمل راية الإصلاح، ليعيد للأمة مجدها ويصون قيمها.

وبقدر ما غمرتنا مشاعر الحزن والخزي مما تعرضه شاشات رمضان من مشاهد لا تليق بقدسية الشهر الفضيل، من عُري وخيانة وبلطجة وسفاهة وشعوذة، وترويجٍ لصورة مشوّهة لا تمتّ بصلة لشعب مصر الأبيّ، ذاك الشعب الذي حفر اسمه في سجل الخلود، وصاغ حضارته بمداد العزة على مر العصور، في ميادين الفن والتاريخ والمجتمع ،  بقدر ما امتلأت قلوبنا اليوم بالرضا والسرور. إذ جاءنا الصباح بخبر أثلج صدورنا، وأحيا الأمل في نفوسنا، حيث أصدرت القيادة السياسية توجيهات صارمة بمراجعة ما يُعرض على الشاشات، في خطوة تعكس إدراكًا عميقًا لمسؤولية الإعلام في تشكيل وعي الأمة وحماية قيمها.

إن التأثير السلبي الذي تمارسه بعض الأعمال الدرامية لا يقتصر على الإساءة إلى الصورة المجتمعية، بل يمتد إلى تشكيل وعي الأجيال القادمة، حيث تسهم هذه الأعمال في ترسيخ مفاهيم العنف، والخيانة، والانحراف كأمور اعتيادية في حياة الناس، إن الأوطان لا تُبنى إلا بالثقافة الراقية والفن الهادف الذي يسمو بالمجتمع ويرتقي بأخلاقه، وفي هذا السياق، لم يكن غريبًا أن تحظى أعمال مثل "قطايف سامح حسين" بإعجاب واسع من الجمهور، لأنها قدّمت محتوى نظيفًا ومسليًا في الوقت ذاته، مما يدل على أن الفن الهادف ليس مجرد حلم، بل هو مطلب جماهيري حقيقي.

بل وزاد هذا الخبر بهاءً وسرورًا أن أعلن أحد المخرجين المعروفين بإثارة الجدل اعتزاله، وكأنها لمسة رحمة أرادها الله لمصر، لتستعيد شاشاتها هيبتها ورسالتها الحقيقية، فما ذلك إلا بشارة خير، وصفحة جديدة تُكتب بأيدٍ تسعى لإصلاح ما أفسده الفن الهابط، فجزى الله قيادتنا السياسية خير الجزاء، وأعانهم على تحقيق الأمن الفكري والثقافي لمجتمعنا، حتى تبقى مصر كما كانت دائمًا، بلد الأمن والأمان، وواحةً للاستقرار، ونافذةً حضارية مشرقة تُقدّم للعالم ثقافةً تليق بمكانتها.

ويبقى السؤال: هل نحن على أعتاب عصر جديد يعيد للفن المصري مكانته الأصيلة ويمنحه دوره الحقيقي في بناء الوعي والارتقاء بالذوق العام؟ إن نجاح هذه الخطوة لا يقتصر على القرارات السياسية فحسب، بل يعتمد على وعي الجمهور ودعمه للفن الهادف الذي يرتقي بالوجدان والعقل ، فالمجتمع شريك أساسي في عملية الإصلاح ، فهي ليست مجرد قضية فنية، بل هي معركة وعي وحفاظ على هوية ثقافية تضرب جذورها في عمق التاريخ.

وما بين الماضي العريق والمستقبل المأمول، تظل مصر أرضًا للخير والعطاء، تنبض ثقافتها بأصالة لا تندثر، ويبقى الفن المحترم الهادف مرآةً تعكس وجهها الحقيقي، نقيًا، راقيًا، ومعبرًا عن هويتها العريقة. وصدق الله العظيم حين قال: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ" (سورة الرعد: 17).





وادي الجن | بقلم الأديب المصري / سامح رشاد 


وادي الجن | بقلم الأديب المصري / سامح رشاد
وادي الجن | بقلم الأديب المصري / سامح رشاد 



وادي الجن

" لا جَمَال إلا وبه قبضةٌ من جَمالكِ"

فكرتُ لوهلةٍ وأنا أتذكركِ

أن أغلقُ جميع نوافذي وأعطلُ ساعتي وأنتظركِ حتى مطلع الفجرِ!

ومن وادي الجن

ألملمُ بعضًا من حباتِ الخردلِ والنعناع الأخضرِ وأرويهما بدماء الأرضِ

فتصير يقطينة

منها تأكلين وعليها تُرحين رأسكِ حين تنامين وحين تفرغين 

وأن أجلبُ لكِ

من الأصقاع البعيدة

رُطبًا جنيًّا وشجرة حنطةِ بأكمام تنضحُ بعطر الريحان

وحدائق رمانٍ

كُلي واِشربي

وبلّلي شفتاكِ الحِبلى بقافية الندا

ومن سعفِ النخلِ أخرجُ لكِ لُؤلُؤةٌ متعصَّرةٌ تتوهج وتدَّحرج بين جلابيبكِ كياقوتة مُنكسرة

فاقتربي وصَرْصَري

وأن أغزلُ لكِ من الزبد الأبيضِ عَرِيشتين مكتنزين 

كفستقتين بريتن

من ثمارها تقطفين وتحت ظلها تجلسين 

وأخريين بهما تنكشُين الفجر

كلما غاب اللّيلِ.

يا لكِ من خيالات وصور.