بحث

Translate


أفاعيل الحب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


أفاعيل الحب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
أفاعيل الحب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 

 


 السلام عليكم ، 

أفاعيل الحب : 

لا ينبض القلب سوى باسمك فعلَّك تدرك ما فعلت بي لا غِبت يوماً ولا رغبت في الوداع للحظة ، فكَفاك فتكاً بقلبي الذي لا يَكُف عن حبك الذي تورَّط فيه للأبد ، فلم يَعُد يدري كيف الفرار من الدرب المؤدي إليكَ ، فكل الطرق موصولة بكَ وكل الفِكر مشغول بك بلا توقف أو انقطاع ، تُرى هل يفعل الحب هذا بكل المحبِّين أم أن لقلبي مسالكاً مختلفة فيما يتعلق به ؟ لم أجد جواباً يُريحني فلتُجِب عني وتزيل تلك الحيرة التي كادت تُخلِّص على ما تبقى من عقلي ، فقد سيطر حبك على وجداني لدرجة أنني أوشكت أنْ أُجَن أو أفقد رشدي ، فلم أكن أعلم أن هذا مصير المحبين وأن الحب يفعل بهم الأفاعيل فلا يتمكنون من النجاة منه للأبد وكأنه صار سجناً مفروضاً عليهم ولكن بمحض إرادتهم وهذا أدهى ما في الأمر ، فكلُّ منا يترك قلبه يقوده ويُودي به لما يُريد دون أي اعتراض أو تأفف أو رغبة في التملُّص منه أو الخلاص من لذته التي تسري في الجسد وتُنعِشه وكأنه تذوق نعيم الحياة دُفعة واحدة فلم يَعُد راغباً سوى في تجرُّع المزيد منه حتى الارتواء التام ، فالحب يُشبِع القلب بكل المشاعر التي افتقدها وتاق لها على مدار حياته بالكامل فلا عليك التخلُّص منه حينما توشك على الإمساك به فهو ما يُجمِّل الحياة ويُزيدها بريقاً وبهاءً وسعادةً تغمُر روحك وتجعلك مُحلِّقاً في السماء كالبلبل الطليق الذي يشدو بأطيب التغريدات وكأنه يُطرِب آذان الجميع دون إرادة أو علم منه ، فلا تحرم ذاتك من الاستمتاع بلذته ما حَييت فهو أعظم شعور قد حباه الله للخَلْق أجمعين فعليهم استغلال كل لحظة فيه دون الامتناع عنه أو تجنب الوقوع فيه فهذا أسوأ ما قد يُلِمُّ بأحد ...




 

ندبة على خدِّ بيروت | بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح 


نُدبةٌ على خدِّ بيروت | بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح
ندبة على خدِّ بيروت | بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح




ندبة على خدِّ بيروت


منزلقًا بين جنائن فَوحها ولذَّة وطئ ترابٍ يَصمت جنوبًا يَقترح النَّيل من إرثِ الحكاية لجبال تُرتِّل مرثيةَ الماء الأزرق تعبُّ مِن نَحرها اشتعال الحَلق مهفهفةً تلك الخصلات لهسيسٍ يتأوَّه كلما اشتدَّ نشيد الاندهاشِ وعلت أسرار الصَّوت أيكون موَّالاً يعلو كلما زقزق فخذان أم تراه حفيفًا تمايل السُّكر كنسيم ربابةٍ رقصتْ على صَحو مَقام أندلسي تهاوى أمام نبيذِ ما بين الكتفين أرخى رحى الزَّمن الوارفِ بين عينيَّ المنشطرتين لابتسامة الخُلد الماثلة وعناق تلوَّى بسِفر اللِّقاء وكان احتضان العطش يبدد رويدًا رويدا أسطورة الغيابِ ومزامير المسافةِ وتسريحة مملَّةً لاستحالة شقِّ البحر بعصا الاشتعال وعلت زغاريد المسرَّة في الأعالي وجغرافية الحُسن واندلاق مواعيد الضوء للحبل السري الممتد لغناء الإجابة وانزلاقِ السؤال لهامش الاحتضار.

مسكونًا بأحجيات الوحي مؤجلاً حروف الرَّتابةِ في مكانها السَّاذج أدورُ في أمواج عشقها لصُور الحكايةِ ومتاع إحياء أنفاسِ اقتراب البحر تحرق متاهات الفهم وخِرق آفة التِّيه وما بين صُور الشواطئ وتلوُّن  الضوء الخالص تُحكم الكلمات صمتها لتذوِّب الحروفَ في شفاهِ رؤيا ما كانت إلا لأجراسِ السبع المثاني الحائرات منذ أول النون بلغةِ الهواء وانغماسِ النَّقش لإنشاد تلويحةِ مفاتيح الغيبِ يا جمرةَ اللَّمس إن نبذتْ وشْمها المُحمَر بمددٍ ذاقَ عاجَ الممراتِ وسُحب النُّدرة.

والصٌُبح

أنفاس القهوة

شتاء اللَّبنة

وزيتونة تشهق لمولودها

طلاء الشِّفاه

وعبور لسماء اللَّحظات المهلهلة

للواحد!

الحجارةُ أزاهيرُ المكان ذاكرة ولائم الزمن لاستلام شهادات الجودة كلما أمسكت يديَّ خطَّ في العِرق وريدُ الحنينِ وتقافزَ اندلاقٌ لاحتمال غفلةِ الوقتِ قبل هجيرِ الموتِ بعام لا امتداد لاختناق الحبِّ حين تلوِّح الحياة بنداءات: حبًّا أيتها الطيور حبًّا يا أثداء الأمهات ارتفاعا يا نُهود العاشقات كيف تسقطُ مدينةٌ تحت قيامةِ شفتين تحتضنان ... وبكاء لقيمات التُّراب تبتسمُ لمواليد برج الحياةِ وأطفالٌ يُراقصون لهبَ النَّهب لجوعِ الهَدم وعباءةِ النِّسيان لطلوعِ الفجر يدثرون ترابهم بأقدامهم الحافية يدلقون على يباسِ العيون نوافيرَ الدعاء أن يا ربَّ النَّدب والذَّبح والقهر والأذى استنفر لنا رحمة السَّاحة وطيّر بدايات خطوط الطول والعرض وقالب المسافات والمساحات وهبْ لنا متاريس الهواء ألا تتسلل لنا قذيفةٌ تقمع ميقاتَ الفرج ومكان الرهق سئم الكون منْ إيقاظ آلة الكتابة لأسماء الرَّاحلين ومدارك القادمين والعائدين ونهش مدافنِ الرُّوح تُسقط مساكنَ التَّمني واستراحاتِ الأمنيات الثِّقالِ على روزناماتِ المعاريج بين موازينٍ حُمر وفتات رمقٍ وغائر زرقة يريد تلويث الدَّم بتخثُّر منحدرٍ لمعابر الانفلاتِ نحو ضوءٍ لا يشبه أضواء المشاغبينَ بحنين الغيم للماء لفضِّ سرِّ أهل الكهف.

عناقاً يابيروت ... إيقاعكَ لا يشبهه إيقاع سبت

عناقاً يا غزة ... تناورين الموت باصبع الشَّهادة

عمتِ صباحا يا بيروت

عمتِ صباحا يا غزَّة ... أو شبيهة غزَّة.

13/10/2024




 بشاعة حزن | بقلم الكاتبة السودانية هنادي إسحق إسماعيل 


بشاعة حزن | بقلم الكاتبة السودانية هنادي إسحق إسماعيل
بشاعة حزن | بقلم الكاتبة السودانية هنادي إسحق إسماعيل 



وكأنما الحـياة تُفـلت مني 

تُفلت .. تُفلت يديها والوقتُ ينهمرُ بين يدي 

والأيامُ تتساقط ... يومًا بعد يوم 

يا إلهي لماذا يهزُّ هذا القلق عُمري ؟!!

‏اقبل على يومي وكأني مقبل على حرب، أضع ألف خطةٍ ليمر اليوم بسلام...

أنا من الذين يخافون أن ينتج عن أبسط تصرفاتهم كارثة، أُناسٌ مُتعبون

‏لقد شعرت ببشاعة العالم في كل مرة أردت البكاء ولم أجد يدًا تمسح دمعي، في كل مرة أردت السلام ولم أجد كتفًا أميل برأسي المتعب نحوها؛ في كل مرة أجعل من الآخرين أصدقائي ولا أجدهم صادقين بما فيه الكفاية معي!

‏لا أحد هنُا يعلم مقدار هذا الألم 

الألم الذي يجعلني أفقد إيماني بكل شيء وكم هو مؤلم أن أعمى وأتوه في ظلام روحي للأبد...

لا أعلم ما حل بي كنت قبل فترة سعيدة والآن كأن أحزان العالم تخنقني!.

كنت أردد لنفسي كوني قوية، في اللحظة التي كنت أبكي فيها!..

ماذا الذي فعلته يا الله 

ليحصل كل هذا الخراب بداخلي؟

أرجوك تدخل، أوقف نزيف أحلامي

كما لو أن جسدي كلهُ أمتلئ بالوحدة والدموع .

كانت لديّ وردة، أفرطتُ في أعطاءها الماء

فظنت أني أريد قتلها فإختارت من يعطيها قطرات...

‏أنا متناقضة جدًا، ‏أحاول نسيانه وأكتب عنه...

لم أشعر أبدًا بالرغبة في القفز من جسرٍ ما، ولكن هناك أوقات أردت فيها أن أقفز من حياتي، من جلدي...!

بينما يُقاتل العالم لأستحواذ بعضهُم؛ دولة دولة...

أنا هنا وكُل ما أتمناه أن تكتبُ لي، تخيّل؟

على كل حال أنا حزينة،  فهل سيقف العالم للحظة كي يربت على كتفي؟.



 

احك يا شكيب : " لا ضياع مع الأمل " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب : " لا ضياع مع الأمل " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير
احك يا شكيب : " لا ضياع مع الأمل " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


سيدة من شمال المغرب ، في سن الشباب في العشرينيات من  عمرها ، وجهها تظهر عليه علامات الحزن و الذبول ، دموع تركت أخاديد ، عندما تلتقيها تشعر و كأنك أمام إنسان فقد الأمل في الحياة، و لم يعد يشعر بالأمن و الأمان و فقد الثقة في كل من حوله ، هكذا كان يحكي لي صديقي عن هذه  السيدة ، و للمزيد من توضيح الصورة حكى لي حوارا مطولا بينه و بين تلك الشابة المعذبة . 

صديقي السائل : سيدتي مالي أراك في حزن مستمر و عيونك لا تفارقها الدموع كلما التقيتك في هذه الحانة ؟ 

الفتاة : نعم حالي هكذا منذ وقعت لي واقعة مؤلمة ، والألم و الدموع لا يفرقان  عيني ، بل أصبحت مكسورة الجناحين  ، لا طعم للحياة  و لا أمل في مستقبل  كل شيء أصبح أمامي مظلما … فأصبحت مدمنة على كل أنواع المخدرات لعلي أنسى ما ألم بي 

صديقي السائل : احك لي حكايتك لعلي أساعدك . 

الفتاة : حكايتي بدأت منذ أن تعرفت على شاب دركي في فترة ضياع من حياتي ، احتواني و أخذ بيدي ، منحني الحب و الأمان ، بعد ان كنت أعيش حالة الضياع ، خمور و حشيش و سهر ليالي في الملاهي ، في هذه الفترة و أنا على هذا الحال تعرفت على أمين ، في البداية أصبحنا صديقين و بعدها أحبني و أحببته ، لا نكاد  نفترق ، إلا في فترات وجوده في عمله، يغدق علي بالعطاء ، لم أعد معه  أحتاج لأي شيء ، أصبح حريصا على حياتي و أخلاقي  و سلوكي ، بل حياتي اصبحت معه جميلة و لها معنى ، أصبحت أومن بالحب و الوفاء و أصبحت أعيش الأمن والأمان الحقيقي و الثقة  و أن الدنيا  فيها خير … 

صديقي السائل : ما الذي وقع لك حتى تغير كل شيء و أصبحت كما انت عليه الآن من ضياع و ذبول و اكتئاب و حزن مستمر و دموع لا تفارق عينيك ؟ 

الفتاة : وقع ما لم يكن في الحسبان ، مات حبيبي  أمين بحادثة سير مميتة  لما كان يسوق سيارته أثناء ذهابه للعمل ، و منذ ذلك الوقت و أنا أعيش في ضياع و بؤس  و تشتت ، في البداية لم أصدق الخبر الصاعقة ، و لكن بمجرد وصولي لمقر عمله أصبح الخبر يقينا ، عندما قدم لي  زملاؤه  في العمل العزاء وواسوني ، فسقطت مغشيا علي من هول صدمة الخبر الصاعقة  ، فلما استيقظت ووجدت نفسي محاطة بمجموعة من أصدقائه في المصحة ، أول ما تبادر إلى ذهني  أن أيامي بعده ستصبح ضياعا و الحياة ستصبح قاسية و مظلمة .

صديقي السائل : كيف عشت أيامك الاولى بعد تلك الصدمة الصاعقة كما قلت ؟ 

الفتاة : حياتي من بعد فقدان  أمين أغلى حبيب و صديق جحيم لا يطاق ، كابوس قضى على كل الاحاسيس التي عشتها معه ، الحب و الوفاء  و الأمن و الأمان و الثقة ، في البداية فكرت في الانتحار لولا إيماني بربي  لكنت ارتكبت كبيرة ، و لكن الله لطف ، و ها أنا ذا كما ترى  يا أخي. 

صديقي السائل : يا سيدتي أشعر  بما تعانيه من حزن على فراق حبيبك أمين  ، و لكن وفاؤك له سيكون مفيدا لو استقمت على ما هداك اليه من طريق مستقيم ، و بدوري أدعوك للاشتغال بشركتي  مستدخمة به ستضمنين عيشا كريما و سكنا و استقرارا ، و بالفعل تغير حالها و تزوجت من زميل لها بالعمل و انجبت أولادا و عاشت عيشة آمنة مطمئنة ، 

ذ شكيب مصبير




 

أما لليل غزة من فجر!! | بقلم د. أحمد الطباخ


أما لليل غزة من فجر!! | بقلم د. أحمد الطباخ
أما لليل غزة من فجر!! | بقلم د. أحمد الطباخ

 

~~~~~~~~~~~

دخلنا في العام الثاني من تلك المشاهد المروعة التي يرتكبها المحتل وأذياله وأتباعه في حق أهل غزة الذين حرمهم الاحتلال الغاصب من الطعام والشراب والوقود والدواء ودمر مستشفيانهم وحاصرهم في سنوات والحصار مضروب حول غزة واليوم يواصل حربه والعالم ما يزال يتفرج وهو عاجز عن فعل أي شيء لوقف هذه الإبادة الجماعية والجرائم المفزعة بحق أطفال غزة ليسقط اعدادا من الشهداء ؛ فلماذا كل هذا الصمت المريب من العالم الذي سكت وعجز أن يوقف هذا الجنون الذي يمارسه هؤلاء القتلة الهمج الرعاع؟!.

لماذا وصل العجز إلى هذه الدرجة من الأقارب والجيران الذين سكتوا ولم يقدموا أي دعم لأهل غزة فالشتاء يحاصرهم والبرد يحلق بهم والجوع والعطش والمرض وآلة القتل والعرب عاجزون عن فعل شيء وكأننا في زمن لم يعد فيه رجال يقفون وقفة الرجال لهذه الدولة المارقة التي مرقت على القانون الدولي وخالفت كل الأعراف والقوانين الدولية التي تقف للظالم الذي احتل الأرض ودنس المقدسات وتقتل الأطفال بدم بارد وتقف أمريكا تدعمها وتمدها بما تريد من سلاح ومال وعتاد وكأننا نعيش في غابة يأكل القوي الضعيف والغني الفقير ويفعل كل ما يريد ؛ فلماذا كل هذا الحقد الدفين عند هؤلاء الشذاذ الذين عتوا وتجبروا وأكثروا الفساد في البلاد وبين العباد. 

كل هذا القتل والإبادة لنساء وأطفال غزة ولا أحد يتحرك أو يحرك ساكنا لنصرة أهل غزة الذين يقفون بصدورهم العارية في وجه هذا الغاصب المحتل ففي كل يوم يسقط العشرات من الأطفال الذين لا ذنب لهم ولا حول لهم ولا قوة كيف لهذه الدولة المارقة تفعل كل ذلك والعالم العربي والإسلامي ساكت لا يتخذ قرلرا بطرد سفراء دولة الاحتلال وعند العالم العربي والإسلامي الكثير من أوراق الضغط التي تستطيع أن تفعل الكثير لوقف هذا العدوان الغاشم من يدعمه من تلك الدول الغربية التي تشجع على استمرار هذا العدوان فهذه حرب إبادة جماعية لشعب أعزل لا يملك سلاحا ولا قوة وليس له من الأمر شيء فنظالم العالم هذا فاشل وظالم وسكوت العرب عليه هو بمثابة إقرار للظالم على ظلمه فلا يليق بالعرب أن يسكتوا على هذه الجرائم.

 

الإنتصار علي الظلام | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد 


الإنتصار علي الظلام | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد
الإنتصار علي الظلام | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد



"الصحة النفسية في مجتمعنا لا تزال تُعتبر وصمة عار برغم التقدم والتطور الذي نشهده. لكن ما زال معظمنا يعتقد أن الحديث عن الصحة النفسية يجعلنا نشعر بالخزي. الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، بل إن الصحة النفسية السيئة قد تتسبب في أمراض جسدية تتراوح شدتها من أمراض بسيطة إلى أمراض خطيرة.


عندما يؤلمك عضو من أعضاء جسدك، تنزعج وتذهب للطبيب، في حين أن الصحة النفسية تؤثر على تفكيرك وعقليتك، وهما ما يتحكمان  بباقي أعضاء جسدك. فالاكتئاب، مثلاً، ليس كما تظهره الشاشات على أنه حالة من الحزن؛ فالحزن متواجد عند جميع البشر لأنه شعور طبيعي. لكن الاكتئاب ليس بحزن، بل هو فراغ داخلي ليس له معنى. فأنا لست حزينًا ولا سعيدًا أيضًا، كل شيء توقف فجأة كأنني إنسان بلا روح. أسوأ شعور قد يمر عليك هو شعور الفراغ هذا، وكأنك في حلم أو غيبوبة، فلا تستطيع معرفة ما يحدث معك. أنت لست طبيعيًا و هذا كل ما تدركه.


هناك نوع من أنواع الاكتئاب يقوم فيه المريض بالتمثيل على من حوله حتى لا يصبح عبئًا عليهم، فيستيقظ كل يوم وهو لا يستطيع أن تلمس أصابع قدميه الأرض. لكن مع بداية الصباح يبدأ العرض التمثيلي أمام الجميع؛ يبدو طبيعيًا جدًا وربما يضحك مع الآخرين، إلى أن يعود ويختلي بنفسه ويشعر بداخله بكل مشاعر الألم التي لم يعشها أمام الآخرين. لأن الشعور الوحيد الذي لا يختفي مع الاكتئاب هو شعور الألم، فأنت لست حزينًا ولكن متألمًا. يتزامن مع هذا اضطرابات في النوم والوزن.


يجب أن نعرف أن الاكتئاب مرض حقيقي ويجب أن يُعالَج. يجب أن تتبع نصائح الطبيب سواء كانت تتعلق بطريقه جديده في التفكير او تناول بعض الأدوية. لا تخف من رحلة التعافي، فهو مرض مثل أي مرض ويجب أن تتعالج منه. لا تستمع لمن ينصحك بعدم تناول الأدوية النفسية، فهو لم يجرب مرضك، كما أنه ليس طبيبًا. اختر طبيبك جيدًا، وعلى من حولك أن يكونوا متفهمين للمرض وداعمين لك. بدلاً من الحكم عليك وعلى كل المرضى النفسيين، فعليك دعمهم أو لتصمت.


لا تصفهم بالضعف أو قلة الإيمان، فلدينا أمثلة من مشاهير ورجال دين عانوا من الاكتئاب. فنتذكر من المشاهير "روبين ويليامز" الممثل الكوميدي الأمريكي الشهير، و"نايمار جونيور" لاعب كرة القدم البرازيلي المشهور.


ونأتي لرجال الدين الذين عانوا من الاكتئاب. مثل "الشيخ محمد الغزالي" أحد أبرز علماء الدين في مصر، وقد تحدث في كتبه عن معاناته مع الاكتئاب. و كذلك "الشيخ عبد الحميد كشك"، الذي كان من أشهر الدعاة في مصر، وقد عانى من الاكتئاب في فترات من حياته. كل هذا يثبت أن الاكتئاب مرض حقيقي وليس شيئًا آخر.


وأنت أيها الإنسان الذي ابتلاك الله بهذا المرض، لا تخجل من مرضك أو من طلب المساعدة، فأنت تستحق أن تعيش حياتك بكامل طاقتك وتشعر أنك طبيعي مثل باقي البشر. أنت محارب في ساحة الاكتئاب، فلا تقف مكتوف الأيدي، فأنت تستحق الأفضل.


كما قال الطبيب النفسي الشهير كارل يونغ، "من لا يواجه الظلام داخل نفسه، لن يرى النور أبدًا."


كما يوجد كتب كثيرة تتحدث عن الاكتئاب مثل كتاب الدكتور "محمد الشامي" دكتور الأمراض النفسية وقد أطلق على كتابه اسم "الكلب الأسود"، وقد أخذ هذا الوصف نقلًا من السياسي البريطاني "ونستون تشرشل" في وصف نوبات الاكتئاب التي كان يعاني منها، إذ شبهه بالكلب الذي ينهش القلب والجسد، فهو سرطان يصيب الروح، وثقب أسود يبتلع الحياة ويفقدها جدواها لدى المصابين به. وتؤكد الإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن الاكتئاب من أكثر الأمراض شيوعًا في العالم، ويحل بالمرتبة الثانية بعد أمراض القلب في قائمة الأمراض الأكثر انتشارًا التي تتسبب في تعطيل حياة الناس، وفي أحيان كثيرة تدفع حالة الاكتئاب المصاب بها إلى الانتحار. 

وهذه الجزئية منقولة من كتاب "الكلب الأسود" للدكتور محمد الشامي، الذي تطرق أيضًا في كتاب "البندول" إلى مرض الوسواس القهري. 

كلامنا عن الصحة النفسية لا يمكن اختصاره في مقالة واحدة بسبب كثرة الأمراض النفسية وكثرة انتشارها في المجتمع مع عدم إدراكنا لأهميتها.


في النهاية، إلى كل مريض نفسي، كل منا يستحق أن يعيش حياة مليئة بالسعادة والراحة النفسية، فاطلب المساعدة ولا تخف. "أنت لست وحدك." 

كل يوم جديد هو فرصة جديدة، ولا تنسى أن القوة تأتي من داخلك، وحتى في أحلك اللحظات، فكن لطيفًا مع نفسك وسامحها وتقبلها كما هي، واسمح للوقت والعلاج بأن يأخذا مجراهما.

ابقَ قويًا ولا تنسَ أن هناك نور ينتظرك في نهاية النفق.




 

عين البصيرة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


عين البصيرة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
عين البصيرة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 

 

السلام عليكم ، 

عين البصيرة : 

الرؤية الصائبة تكمُن في بصيرة القلوب التي ترى وتدرك بواطن الأشياء دون الأخذ بالظواهر وكأن الله حباها تلك الميزة لتكون مختلفةً عمَّن سواها فكان عليها أنْ تُحسِن استغلالها بحيث تكشف تلك الأمور الخبيثة التي يضمُرها البعض داخل نفوسهم وتُحذِّر الآخرين من نوايا الغير السيئة تجاههم وتُجيد إنقاذهم قبل فوات الأوان وأنْ تكون كجرس إنذار يُنبِّه الآخرين قبل وقوع الخطر وبهذا تتمكن من اللحاق بنفسها قبل أنْ تقع في التهلكة أو تضع ثقتها في غير محلها سواء في أشياء أو أشخاص ، فتلك البصيرة هي عين ثاقبة تُجيد التقاط الأشياء من على بُعْد ولو لم يشعر بها سوى صاحبها ، فهي قدرةٌ خارقة على استشعار خبايا الأمور وهذا ما يساعد صاحبها على التكيُّف مع تغيُّرات الحياة وتقلُّب الحال بنفس راضية وقلب مستبشر بحلول الخير في القريب العاجل مهما تأخر قدومه أو لم تكن هناك أمارات توحي بذلك ، فهو يحمل بداخله يقيناً وحُسن ظن في خالقه الذي يهيئ له حدوث الأجمل في كل الأحوال ويسوق إليه خير الأقدار ولو لم يعِ الحكمة من وقوع بعض الأحداث فهي تسير دائماً بلُطف خفي لا يدركه سوى صادق الإيمان الذي يضع نَصب عينيه القضاء والقدر ويعلم أنه لا مناص منهما ولا مفر ويقنع دوماً بما يجري في حياته ولو لم يدرِ السبب وراءه أو الغرض من تحقُّقه ، لذا تجده راضياً في كل الأحوال ، شاكراً في كل الظروف ، حامداً في كل الأوضاع مهما تبدلت الحياة من حوله ، فدوام الحال من المُحال وهي في النهاية دنيا سوف تفنى في نهاية المطاف فلا علينا التبطر أو الاعتراض على أي أمر فيها حتى لا نُعاقَب أشد عقاب وتزول من بين أيدينا سوابغ النِعَم التي نترغد فيها ليل نهار دون أنْ نشعر بوجودها أو نتلمَّس أثرها ، فوجود الشيء بوفرة يُفقِد المرء الشعور به وكأنه قد أَلِفَه أو زهد فيه بفعل تكراره ولو حُرِم منه لأدرك كَمْ كان جاحداً ناقماً على النِعَم ...



 

بأبي أنت وأمي يا رسول الله!! | بقلم دكتور /أحمد الطباخ


بأبي أنت وأمي يا رسول الله!! | بقلم دكتور /أحمد الطباخ
بأبي أنت وأمي يا رسول الله!! | بقلم دكتور /أحمد الطباخ 

 

±±±±±±±±±±±±±±±±±±±±±±

لقد تفانى أصحاب رسول الله رضوان الله عليهم في خدمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبذلوا الأنفس والمهج عشقا وبذلا وأطاعوه في كل ما أمرهم به ولم يعصوه التزاما بقول الله تعالى :" وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول …"

ولذلك نالوا المقام الأسنى فاستحقوا رضوان الله عليهم وشرف صحبته ونوره وأنواره وبركاته صلى الله عليه وسلم. 

ولم يشهد التاريخ ولا حدث على ظهر البسيطة هذه الظاهرة الجديدة على الدنيا والتي تحتاج إلى دراسة وتأمل وتدبر لهذا الحب الذي حملته قلوب الصحابة لهذا النبي صلى الله عليه وسلم وما كان ذلك إلا لعبقرية هذا النبي وشخصيته التي دفعت كل من عرفه إلى محبته وافتدائه بالمهج والنفوس والولد. 

لقد بكته القلوب التي اعتصرها الألم عند موته وانتقاله إلى الرفيق الأعلى فها هو ذا سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمعه بعض الصحابة يبكيه ويقول :

بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد كان جذع تخطب الناس عليه فلما كثر الناس اتخذت منبرا لتسمعهم فحن الجذع لفراقك حتى جعلت يدك عليه فسكن فأمتك كانت أولى بالحنين إليك فارقتها فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال :

كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحن الجذع فأتاه فمسح يده عليه. 

بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عنده أن جعل طاعتك طاعته فقال عز وجل :" من يطع الرسول فقد أطاع الله ". 

بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عنده أن بعثك آخر الأنبياء وذكرك في أولهم فقال الله عز وجل :

"وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم "

بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عنده أن أهل النار يودون أن يكونوا قد أطاعوك وهم بين أطباقها يعذبون :"يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول ""